21 September, 2007

نُفُوذْ





مُذ ذاكَ الأمر الذي أطلعتنِي عليهِ في " تخاطُرِنا " يا أنايْ .. و لمْ نعُد نُخاطِرْ .. حتى بالكَلامْ .

سافَرْتْ ! حتى أنا فعَلْتْ. لمْ أعُدْ أطِيقُ المَكَانَ و هُوَ صامِتْ.. شاهِدْ.. شامِتْ رُبّمَا، لمْ أعُدْ أستَرقُ السّمعَ و البَصَرْ بحثًا عمّا يُشبِهكَ قُربِي، لمْ أعُد أبحَثُ في أماكِننا القَدِيمَة خوفًا ممّا سيُوقِظُ موتَنَا من رُقادِهْ، لمْ أعُدْ أسأل: طلّ أم نَفَذْ ؟
لمْ أعُد أتّصِل بمُجيبِكَ الآلِي لأسمَعَ صوتَ رسالَتَكْ ، لمْ أعُد أُغنّي أغانِي الشوق و الوَلَهْ ، لمْ أعُد أقرَأ لأحمَد مَطَرْ .. شاعِرَكَ المُفضّلْ، ذاكَ الذي لمْ تتعَلّمْ مِنهُ أُصولَ الهَوَى أو حتى النّوى ! لمْ أعُد أحفَلْ.. بكُلّ قِصَصُ البَلَهِ العِشْقْ ..
أتّذكُرْ.. حِينَ أبكتْنِي "حسناءُ بَغدادْ" لأُسبُوعٍ كامِلْ. لمْ أَحسِبْ أنّها تشبّثتْ بِرُوحِي لتُرْسَمَ من جَدِيدْ !
لمْ أعُدْ تِلكَ المِغناجُ التي تذُوبُ من قطرِ الهوَى ، لمْ أعُدْ .. لمْ أعُدْ..

..
أطَلتُ شعرِي مُذ ذَاكْ ، أَ تَعْلَمْ ..جَاوَزَ كَتِفَايْ ، وَقَدْ غيّرتُهُ للأشقَرِ الذي لم أُحِبُهُ بكُلّ أشكالِه.. و أطلتُ القُصّةَ على جنبِي الأيمَنَ حتى تُغطّي عينِي حِينَ تَلْمَعُ بالكَرَى، وَضعْتُ حدًا لحُلمِي.. توَقّفتُ عن النَومْ، حتى لونِي المُفضّل غيّرتُهُ..سَئِمتُهُ بِمَوجِهْ ذاكَ الأزرَق الحَزِينْ ! أغانينا التي كانتْ تُبكِينِي أو تُشجيني استبدلتُها بأخرى مجنونة أو ممقوتة.نعَمْ / فعَلتُ أكثَرَ ممّا ينبَغِي.. حتى أنّي كَرِهتُ الرياضياتَ التِي كُنتَ سَتحْسِبُ بِها كُل يومْ.. لحظة.. خلِيّة.. نَفَسْ !!

.
.

تعلَم ماذا .. حاولتُ بشتّى الطرُق ، و لَمْ أستَطِع التَنَصُّلَ منْ ليَالِيكَ الصَاخبة.. تتَرَبّصُ بِي يا أنايْ تخيّلْ !


أبْحَثُ عنِي بِوَجهٍ آخَرْ ، و أَجِدُنِي / و ليْسَ للوُجُودِ انتِهَاءْ!
ــــ