22 June, 2007

قصاصة


أتأمل صورتك الليلة و أكاد أفشل في حبس دمعِي عنـّي صحيح أني لم أعُد أهدىء من روع
سريركَ لتنامْ و صحيح أني لم أعد أروِي لكَ قصصي الكاذبة عن فتى صغيراسمُهُ "
الشاطر عُمَر " لأجعله كما أريد كل ليلة هادئًا صاخبًا مُطيعًا و صحيحٌ أنكَ تجاوزت
طولِي بنصف متر تقريبا ، و مازلت.. لتحرمني حلاوة أمومتِي المُزيفة لكَ و بِكْ ، و
بت أنظر إليكَ و انا أرفعُ رأسي لأعلاه في محاولة مني لألمح عيناكَ العسليتان
اللامعتان ، و لأحتار بشغفي باحمرار حرارةِ الشمس الذي لفحَ وجنتاكْ و صحيحٌ أننا
في عامنا الأخير هذا لمْ نكًن كما أردنا ليلةً ولمْ تهنأ عيناي بكَ كما شئت .. إلا
أنكَ تكبُر يا صغيري ، و تفوتني لحظاتُكَ الساخطة المغموسة بالبراءَة !اشتقتُـكَ يا
أخي الصغير اشتقت لشقاوة قلبك يا عمـّور


.

18 June, 2007

إلى السماءْ




عزيزتِي ماجِدَة..


كم اشتقتُ رُوحَكِ، للمرّة لا أدرِي الـْ كم أذكرُها الليلَة و أذكُركِ.. حيثُ أفضتِ الليلةَ وحشةً لا انتهاءَ لها لرُوحِي دُونَكِ . فالمَوت الليلَة يتواجد بكثرة في أماكنْ كثيرَة حتى هُنا؛ في العشق - في الصداقة - في رسالة قصيرة أرسلتها إليكِ - في وطنِي - في تاريخِه - فِي مُعظم الأوطان – في قلبِيَ موتٌ لمْ أصدّق أنـّي قد أنتهِي منهُ ليلةً – أشياءَ أكثر لمْ أكتشفها بَعْد ، هذه الليلَة المليئةَ بالشحُوبِ و الخَوف و الوِحدَة ..
لا أدرِي حتى لماذا عنونتُ الحديثَ إلى السماءْ ؛ فلستُ مُتأكدة أصلاً إن كانت الرّوح تصعَد إلى هُناكْ أو إن كُنتِ تُراقبينْ أو .. لا أدرِي .. أريدُكِ أن تكونِي في النعيِمْ أينما كانْ لأنّكِ تستحقينه ، و لا شيءَ يُثبِتُ استحقاقكِ أكثرَ من أن تُغادرينا و أنتِ في رحلة العودة من بيتِ اللهِ الحرامْ ، لمْ أصدّقْ أنكِ غادرتِ إلى ذاكَ البيتِ الطاهر ثمّ إليهِ _ بارِئنا _ دُونَ رجعــَة !! دُونَ رجعةَ ياغاليَة ..! كم أودّ اللحظة لو فقط احتضنتُكِ ، كم أودّ لو أنـّي لمْ أغِب عنكِ سنوات الحياةِ الماضية التي لم تعُد كذلكْ .. كم أودّ لو أعودُ تلكَ الساذجة التي تُلاحقكِ لكُلّ مكان لِتحُوزَ رِضاكِ فقطْ، كم أودّ لو تُسامحِينِي على كلّ شيء و أيّ شيءِ ارتكبتهُ أو لمْ أرتكِبه .. كم أودّ لو ألقاكِ اللحظة كم أودّ ..!
رُغمَ أنها ثلاثُ سنواتٍ مضَت على رحِيلكِ إلا أني لمْ أكـُنْ أنا لولاكِ ، في كُلّ شيء .. دُونَ استثناءْ . الآن فقط استوعبت هذا الأمر رُبمــّا لِذكائِي الذي لم يعُد موجُودًا، أو لأني بصدقْ لم أحظَ بالوَقتِ الكافِي لأُخبِرَكِ أنّي نُسخة مُصغـّرَة عنكِ كما أرَدتِ.. و أنّ تلكَ الورقَة التي كتبتيها بعدَ إصراري مرّةً لأذكُرَكِ مازالت بحوزتِي يُغلّفها عِطرَكِ .. كيفَ لو لمْ تفعلِي ؟
أحيانًا أفكّر أننا نحصُلُ على إشارات سماويَة تُرشدنا على الأحداث إن تنبهنا فقط .. و ها أنتِ برَحِيلَكِ و بهذه الورقَة اليتيمة تُثبتين لِي ذلكْ ..

...
بودّي لو أبكِيكِ الليلة حتى لا أعود أشعُر بشيْء، أو أن تنتهِي بي الليلة عندَكِ ..


اشتقتُكِ


ـــــــــــــ


إنسانة عزيزة ، فقدتُها ذاتَ رَكضْ .!