11 December, 2007

رَذاذْ






حِينَ تتسَابقُ حبّاتُ المَطرِ بالهطُولِ على النوافِذِ و أوراقُ النباتاتِ و أسقُفِ المنازِلِ و رُؤوسِ الجُدرانِ نَقِفُ مُنتَشِينَ
بالهُطُولْ، ثمّ تَنتَهِي من الرّكضِ سريعًا و لا يتبقى منها سوى آثارُ ركضِهَا، حيثُ الرائحَةُ العذبةُ للمَطَرِ الممزُوجَةِ
بالتُرابِ ، حيثُ تنفِخُ من رَوحِنـَا.!
1/

بِخَجَلٍ يُلوّنُ وجنتيها كحبّةٍ خوخٍ تفتّحَتْ من فَرْطِ نُضجِها، تنظُرُ حيثُ أقرَبُ شيءٍ لناظِريْهَا " طَاقةُ الوَردِ البيضَاءَ
على حجرِهَا " و تضُمُ ساقَيها الطّويلَتَينِ بِشِدّةٍ حتى تكادُ تجعلَهُما واحِدَة. تحَاوِلُ رَصْدَ صوت لأيّ حرَكَةٍ قادِمَة ..

يُقارِبُها الصّوتْ :
- أخيرًا يا قِِبلَتِي، يا وُجهَتِي الأولى و الأخيرَة..
يُمسِكَ يديها الحريريتينِ و يُقبّلهُمَا:
- أنتِ ملَكَةُ الكَونْ ، ملَكَتِي و مملَكَتِي الآنْ. كُونِي لِي عونًا أكُن لكِِ دربًا لا تنتَهِينَ منهُ إلا للجنّة.
تُطأطئُ رأسَها مُبتَسِمَةً و الحُرُوفُ لا تخرُجُ من ثَغْرِهَا، يُلاحِقُ عينيهَا الناعِستينِ و السّعادَةُ تكَادُ تَحْرِقُهُ و هُوَ يُرَدّدْ:
- أُحِِبـُّكِ ، أُحـِبـُّكِ ، وَ اللهِ أُحــِبُّـكِ .

2/

تجلِسُ أمامَ المرآةِ .. تُزيّنُ شفتيها بلونٍ وردِيٍ يُنعِشُ الرُّوحْ ..
و بغَنَجٍ تنظُرُ لوَجهِهِ من خِلالِ المرآة لتَتمايَلَ بعِتابٍ يقطُرُ وُدًا:

- اشتَقتُكَ.
- أنا أيضًا صغيرتِي..
- قابلتُ العرّافَةُ جارتنا اليومْ. حدّقَتْ في فنجانِي طويلاً.. لمْ تكُنْ تَراكَ سوى تعطيني ظهرَكَ مرّةً،
و تبتَعِدُ مرّة و ..
بحرَكَةٍ خاطِفةٍ يحتَضِنُها بِذِراعِهِِ اليُمنَى و يمِيلُ بِرأسِهِ على كتِفِها:
- هوّنِي عليكِِ عزيزتِي ، مازلتُ هنا. تعلَمِينَ لماذا ؟ لأنّي لم أُغادِركِ لحظة .. تمامًا كما تقُولِينَ دومًا ..!
ثمّ لم يكُن سوى أسبوعٌ واحد في أوروبا دونَكِ، لم يكُن شيئًا يُذكَرْ ،انقضى في العمَلْ ، ثمّ لا تُصدّقِي كُلّ ما
تقُولُهُ جارتنا المُشعوِذّة لأنّ تملّق شقُوق القهوَةِ الرطبة هُراءْ !

بانفِعالٍ يطبعُ قُبلةً على خدِّها الأيسَرْ ، و يخرُجُ من الغرفة ..

3/

بانقضَاءِ عامهمَا الرابِع و العشرين معًا ، و بلا اكتِراثٍ عِندَ مَدخَلِ الغُرفَة :
- صباحُ الخَيْر.
- صباحُ النورْ .
و يغادِرَ كلاً منهما لرِزقِهْ ..


لا صوتَ يُسمَعُ في المَنزِلِ سوى صوتُ مُذيعُ النشرَةِ الإخبارِيّة، ثمّ يمُرّ اليومُ بطيئًا و كأنّهُ لن ينتَهِي حتى وقتُ النّومِ و كُلٌ على وِسادَة يُمسِكُ غِطائَهْ:
- ستنامْ ؟
- بالتأكِيدْ .
- تُصبِحَ على خيرٍ إذَنْ .
يغُطُّ بِرأسِهِ في الوِسادَةِ جيّدًا :
- إمممممممم .

يُغمِضُ عينيْهْ .

13 November, 2007

فلسَفَة






بعضُ الجفاءِ قاطِعٌ كالمِقصَلَة ؛



يَمنَعُ وَقُوعَ الخطأ مرّتيْن..
و بعضٌ العُقُوباتِ تمنَحُ حُرّيَةً مشُروطَة

فلماذا نستخدِمُ الجَفَاء و مقصَلَةُ العِتابِ منصُوبَة !ا





مِقصَلَةُ العِتابِ تُثرِي العُقُوبَة ..!ا
ــــــــــــ
















03 November, 2007

ذُنُوبْ


لأنّها أربعِينيّةً كُنتَ تستَرِقُ النظَرَ إليها ، و تبحَثُ عن تِلكَ البائِسَةِ التي طَرَدْتَها من شَقّتِكَ التي ورثتها عن والِدِكْ ، مُنذُ أن سيّرتكَ زوجَتُكَ بجهازِ التَحَكُّمِ عن بُعْد " قلبُكَ الأخرَقِ " ، و بعضُ غنَجٍ كانت تستطيعُ تمثيلُهُ في أقصى حالاتِ مللها على الجميعِ .. بما فيهِمْ رجُلُ المُرُورْ .

شاهَدتُ عيناكَ تلحقانِ هذهِ السَيّدّةِ الأربعينيةِ التي تُشبِهُ والِدَتُكَ حقًا. تملِكُ عيناها اللامِعتَانِ و لِسانها الذي لا يخلو من التَرَضّي عليكَ لا أدري على ماذا ، و علامَةٌ صغيرَةٌ في خَدّها الأيسَرِ كأنّها أثرُ سقطَةٍ طويلَةُ الأثَرْ .. إلا أنّ الفارِقَ بينَهُما أنَ وجهَ هذهِ السَيّدَةِ كانَ مُورِدًا حِينَ قبّلَ شابٌ _ على الأرجَحِ أنّهُ ابنها _ يَدَها لتترضى هيَ عليهْ ، ثُمّ حَمَلهَا بِشَغَفٍ من كُرسِيِ الحافِلَةِ إلى كُرسِيها المُدَولَبِ على عجلتيْنِ كبيرتينِ لِيَدفَعَهُ لبابِ المَشفى ، تخَيّل أنّهُ ذاتُ المشفى الذِي أوصَلَتْكَ أُمّكَ إليهِ حِينَ دَفعَتكَ زوجُكَ ذاتَ شجارٍ عن حافّةِ السُلّمِ لتَسقُطَ مكسُورَ الكاحِلِ و قد لُوّنَ وجهُكَ أثرُ السقطَةِ باللونِ الأحمَر و البُنيّ الذي سالَ من أنفُكَ مُمتزِجًا ببعْضِ الرملْ.!

ها أنتَ اللحظةُ تلحقها فضُولاً لا أكثَر و قد صُيّرتَ إلى وضعِ أُمّكَ المفقودَة .. " مطرودًا ".و قدْ ذُعِرتَ حِينَ شاهَدتَها على الكُرسِيّ المُدَولَب .. لأنّكَ تعتَقِد الآن أنها طالمَا تَحمِلُ ملامِحَ والِدَتُكْ فلاَ ينبَغِي أن تُصابَ بأذىً أو بمَرَضٍ يُقعِدُها عن أبسَطِ حقُوقها.. الحَرَكَة .

كُنتَ تقطُنُ بِجِوارِنا و كانتْ والِدَتُكَ صديقَةً لأمي ، أحببتُها كأمّي التي ولَدَتْنِي ، لم تكُن تمَلّ من وصفِ طبيعَتَكَ الأولى.. طيبَةُ قلبِكْ إلى أن قُلِبَتْ حُمقًا و سَفَهْ و توقّفتَ أنتَ عن طِيبَةِ قلبِكْ وَ تَوَقّفَتْ هِيَ عنِ الحَديثِ عنْكْ .

الآن.. لا تنفَعُ الـ " كانتْ " لأنها انتهَت من حياتِكَ كما انتهَت والِدَتُكَ منكَ للأبَدْ.. يكفِي أن أصبَح مسكَنُكَ مدخَلَ هذهِ المشفَى الذي لازمتَهُ لأكثَرِ من سبعَةِ أشهُرٍ على قِصَصٍ تروِيها للمارّةِ و لِنفسُكَ لكَ معَ والِدَتُكْ ، حِينَ كُنتُما على خَيرِ ما يُرامْ ..
كُنتَ تقُولُ دائِمًا بينَ القِصّةِ و الأُخرَى : أَ تذكُرِينَ أمّي حِينَ أُسقِطْتُ عَنِ السُلّمِ و جِئنَا هُنا .! ها أنا سَقَطتُ و أحضرَتنِي امرَأةٌ تُشبِهُكِ حِينَ لَحِقتُها هُنا .. تعَالِي ما زِلتُ أنزِفْ . ثمّ تُجهِشُ في بُكاءٍ عميقٍ حتى تَغُطّ في النَومْ .

..
كانت شُرفتِي في الطابِقِ الثانِي حيثُ يُسمَعُ حديثُ المارّةِ و بُكاءَ "رِياضْ " ليلاً. كُنتُ أتأمّلَهُ كُلّ صباحٍ و هُوَ يغفُو منَ التّعَبِ ثمّ يستيقِظُ على خُطى الراكِضُونَ على نفسِ المَدخَلِ ليُعِيدَ الرِواياتِ التي يذكُرهَا و يُؤلّفُ البَعضَ الآخرَ حِينَ يحلُمَ لينتهِي بِصُراخٍ : ماذا دهانِي ؟ لِيَرُدّ على سُؤالِهِ مُشَرّدٌ آخَرْ : كُنتَ تَحِنُّ إلى أُمّكْ .!

مازِلتُ أعتَصِرُ ألمًا حِينَ أقِفُ على الشُّرفَةِ و أنظُرُ إليْهِ بشفقَة و لأُمِهِ التي كانتْ مُلقاةً على السريرِ في نفسِ الغُرفَةِ فاقِدَةٌ سمعَهَا و بصَرَها و وعيَها حِينَ صَدَمتها حافِلَةٌ في مسَاءِ ذاكَ اليَومِ الذي خَرَجتْ فِيهِ باكِيَةً منَ المَنزِلْ .. لِتُصبَحَ كذلكْ ..
ــــــــــــــ

21 September, 2007

نُفُوذْ





مُذ ذاكَ الأمر الذي أطلعتنِي عليهِ في " تخاطُرِنا " يا أنايْ .. و لمْ نعُد نُخاطِرْ .. حتى بالكَلامْ .

سافَرْتْ ! حتى أنا فعَلْتْ. لمْ أعُدْ أطِيقُ المَكَانَ و هُوَ صامِتْ.. شاهِدْ.. شامِتْ رُبّمَا، لمْ أعُدْ أستَرقُ السّمعَ و البَصَرْ بحثًا عمّا يُشبِهكَ قُربِي، لمْ أعُد أبحَثُ في أماكِننا القَدِيمَة خوفًا ممّا سيُوقِظُ موتَنَا من رُقادِهْ، لمْ أعُدْ أسأل: طلّ أم نَفَذْ ؟
لمْ أعُد أتّصِل بمُجيبِكَ الآلِي لأسمَعَ صوتَ رسالَتَكْ ، لمْ أعُد أُغنّي أغانِي الشوق و الوَلَهْ ، لمْ أعُد أقرَأ لأحمَد مَطَرْ .. شاعِرَكَ المُفضّلْ، ذاكَ الذي لمْ تتعَلّمْ مِنهُ أُصولَ الهَوَى أو حتى النّوى ! لمْ أعُد أحفَلْ.. بكُلّ قِصَصُ البَلَهِ العِشْقْ ..
أتّذكُرْ.. حِينَ أبكتْنِي "حسناءُ بَغدادْ" لأُسبُوعٍ كامِلْ. لمْ أَحسِبْ أنّها تشبّثتْ بِرُوحِي لتُرْسَمَ من جَدِيدْ !
لمْ أعُدْ تِلكَ المِغناجُ التي تذُوبُ من قطرِ الهوَى ، لمْ أعُدْ .. لمْ أعُدْ..

..
أطَلتُ شعرِي مُذ ذَاكْ ، أَ تَعْلَمْ ..جَاوَزَ كَتِفَايْ ، وَقَدْ غيّرتُهُ للأشقَرِ الذي لم أُحِبُهُ بكُلّ أشكالِه.. و أطلتُ القُصّةَ على جنبِي الأيمَنَ حتى تُغطّي عينِي حِينَ تَلْمَعُ بالكَرَى، وَضعْتُ حدًا لحُلمِي.. توَقّفتُ عن النَومْ، حتى لونِي المُفضّل غيّرتُهُ..سَئِمتُهُ بِمَوجِهْ ذاكَ الأزرَق الحَزِينْ ! أغانينا التي كانتْ تُبكِينِي أو تُشجيني استبدلتُها بأخرى مجنونة أو ممقوتة.نعَمْ / فعَلتُ أكثَرَ ممّا ينبَغِي.. حتى أنّي كَرِهتُ الرياضياتَ التِي كُنتَ سَتحْسِبُ بِها كُل يومْ.. لحظة.. خلِيّة.. نَفَسْ !!

.
.

تعلَم ماذا .. حاولتُ بشتّى الطرُق ، و لَمْ أستَطِع التَنَصُّلَ منْ ليَالِيكَ الصَاخبة.. تتَرَبّصُ بِي يا أنايْ تخيّلْ !


أبْحَثُ عنِي بِوَجهٍ آخَرْ ، و أَجِدُنِي / و ليْسَ للوُجُودِ انتِهَاءْ!
ــــ

12 August, 2007

للحنينِ غصّة





الليلة، تُصادِفُ شجارًا من العيار الثقيل كُنتُ قد أطلقتهُ في وجهِكَ ذاتَ صيفٍ حينَ أطلتَ الغِيَابْ .
و كأنكَ لا تعلَمُ أني أذبلُ في غيابِكْ ، و أنكَ شمسي و مائي و أُكسجيني ، و كل ما يخصُنِي و ينتهي بياءِ المُتكلّم ..!
كيفَ لا ، و أنتَ لا تملّ مناداتِي : " وردَتِي " !

... !

بعدَ الفُراقْ بعَامْ ، و " ذبولِي و جفافِي " هذه المرّة، حيثُ أصبحتُ عِبرةً لكلّ قصـّة تُسمع أو تُرى أو تُحكى .. أو حتى تبقى في الظلامْ ، غِبتُ أنا عن العالمْ حيثُ أخذني غيابُكَ نحوَ ظلامِ غـُرفتي و عُزلتِي و سريري الذي ملّ من عدمِ نهوضِي ، غير أنـّكَ ذكّرتني بضرورةِ نهوضي لِنزعِ ورقة مُلاحظة صغيرة كُنت قد ألصقتها على مرآتِي بدقــّة، كي لا أرى عيناي حين تخذلاني بكبرِيائِكَ حينَ تقـُولْ : لا شيءَ يَستحِقْ ! و لا أهمّ سوى بقولِ: سِواكْ !
لحظتها .. لمْ تكُن كذلكْ يا أنايَ ..!


..!

الليلة بعدَ دَهرْ ، تُعاودنِي القصّـتانْ .. لكني لم أكن أفهمْ أنّ الوَردْ لا يُعمّر طويلاً و أنّ نهايتهُ ذاتِي !!

.
.
.


حيثُ وجُودَكَ في أيٍ من بقاعِ الأرض ْ .. يا أنتَ " أنايَ " الذي عـَلـِـقَ بالرّوحِ :

اجعَلْ مِنْ نفسِكَ شيئــًا يَستــَحِـقْ !


اشتقتُكَ




16 July, 2007

قلبي.. منكَ إليْك 1



لمْ أعُد أفهَمُ ما مَعنى الحَياة

في السّنون الماضية أغرقتنِي في هوَاك

يَومَ كُنا في الحَديثِ مُغيّبان ثُمّ ضِعنَا

ثُمّ عُدنا نَرقُبُ القَلبَ الجَرِيحَ
لعلّ يومًا ناصِعًا حلّ و هلْ..

ثُمّ تُهنا في الحُضورِ و في الغياب

ْو التَقَينا حِينها خَلفَ الضّباب

لمْ نكُن نـُدرِكُ أنّ وَقتَ الحُبّ فاتْ



أنّ عُمرًا قادمًا ظلّ مربوطـًا بذاكْ

أنّ قلبًا ذائبًا غسَلَ الشّوقَ هُناكْ ,


في زمَانِ الفَوتِ ماتَ الأتقِياء

و ارتَقَى بَعضُ السّكُونُ لبعضِهِ
و اعتلَى الصّمتُ أحادِيثَ المَكانْ

..


فِي مكَانٍ ما

أشاحَت بِي تخارِيفُ الصّوَر

قرَبتنا ، أبعدتنا

ترَكَت بَعض التفاصيل التي قد أخجلتنا


مِن هُناك .. غيّرتنا؛

لمْ نعُد نَسمَعُ ما بالقَلبِ أو نُوليهِ ذِكرَى

..لمْ يَعُد للحُبِ لَيلٌ واعِدٌأو أهازِيجَ و سِحرَا

لمْ نَعُد نرثـي الغِيابَ أو النوَى فالكُلّ ثـكلَى

..

فِي جُنونِ الليلِ تَحتَضرُ القُبَل ،

يَدفنُ التارِيخُ بَعض رُفاتِهِ

يَجعَلُ الذكرى تفاصِيلَ أقلْ

يَخنُقُ الدّمعَ المُكابِرِ بالسّهَر

يَقتُلُ القَلبَ و يجتاحُ النّظر

في ظلامٍ دَامَ في شتّى الصّور ..

يَرسُمُ الوَجهَ المُغالِي بالكِبَر بَعضُ أوجاعٍ تَمــُر ،

ثمّ تمضِي فيِ سماءِ اللّيلِ يَجلُوها القَمَــرْ

..



تحتَضِنّي في غِيابِكْ

لمْ تعُد تُفلِتُ جُرحًا أو فرَحْ

هذهِ الأوجاعِ باتَتْ مقتَلِي _رُغمَ الوَجَع _

و أنُوثتِي ..

لا تَمتَحِن قلبِي بصَبرِكَ مُلهِمِي

شرّدتَنِي ، غرّبتنِي ،بعثَرتَ بعضِي سيّدي

عُد مَوطِنــي

..



عــُد مـَوطــِنِي

قلبـِي يــُغالــِي في الوَجــَع

أهدَيــَتــَهُ قلبـًـا تحجـّـرَ في النوَى ،

و مُــســَكـّـِنــًا للجـُرحِ يومـًا ما نفــَعْ.

لا لمْ يــَعُد قلبـًا يـُداوِي عـِلـّـتــِي


فاضــَت دمـُوعِي دُنيـَتــِي؛

بردٌ تعاضد حولــَهُ

خوفٌ يــُراقِــبُ فــَورَهُ

دمعٌ هـُنا ، وَهـَنٌ هــُنـا

لا شيءَ في عتمِ الجواءِ يــُغــَيــّرُ

..!

22 June, 2007

قصاصة


أتأمل صورتك الليلة و أكاد أفشل في حبس دمعِي عنـّي صحيح أني لم أعُد أهدىء من روع
سريركَ لتنامْ و صحيح أني لم أعد أروِي لكَ قصصي الكاذبة عن فتى صغيراسمُهُ "
الشاطر عُمَر " لأجعله كما أريد كل ليلة هادئًا صاخبًا مُطيعًا و صحيحٌ أنكَ تجاوزت
طولِي بنصف متر تقريبا ، و مازلت.. لتحرمني حلاوة أمومتِي المُزيفة لكَ و بِكْ ، و
بت أنظر إليكَ و انا أرفعُ رأسي لأعلاه في محاولة مني لألمح عيناكَ العسليتان
اللامعتان ، و لأحتار بشغفي باحمرار حرارةِ الشمس الذي لفحَ وجنتاكْ و صحيحٌ أننا
في عامنا الأخير هذا لمْ نكًن كما أردنا ليلةً ولمْ تهنأ عيناي بكَ كما شئت .. إلا
أنكَ تكبُر يا صغيري ، و تفوتني لحظاتُكَ الساخطة المغموسة بالبراءَة !اشتقتُـكَ يا
أخي الصغير اشتقت لشقاوة قلبك يا عمـّور


.

18 June, 2007

إلى السماءْ




عزيزتِي ماجِدَة..


كم اشتقتُ رُوحَكِ، للمرّة لا أدرِي الـْ كم أذكرُها الليلَة و أذكُركِ.. حيثُ أفضتِ الليلةَ وحشةً لا انتهاءَ لها لرُوحِي دُونَكِ . فالمَوت الليلَة يتواجد بكثرة في أماكنْ كثيرَة حتى هُنا؛ في العشق - في الصداقة - في رسالة قصيرة أرسلتها إليكِ - في وطنِي - في تاريخِه - فِي مُعظم الأوطان – في قلبِيَ موتٌ لمْ أصدّق أنـّي قد أنتهِي منهُ ليلةً – أشياءَ أكثر لمْ أكتشفها بَعْد ، هذه الليلَة المليئةَ بالشحُوبِ و الخَوف و الوِحدَة ..
لا أدرِي حتى لماذا عنونتُ الحديثَ إلى السماءْ ؛ فلستُ مُتأكدة أصلاً إن كانت الرّوح تصعَد إلى هُناكْ أو إن كُنتِ تُراقبينْ أو .. لا أدرِي .. أريدُكِ أن تكونِي في النعيِمْ أينما كانْ لأنّكِ تستحقينه ، و لا شيءَ يُثبِتُ استحقاقكِ أكثرَ من أن تُغادرينا و أنتِ في رحلة العودة من بيتِ اللهِ الحرامْ ، لمْ أصدّقْ أنكِ غادرتِ إلى ذاكَ البيتِ الطاهر ثمّ إليهِ _ بارِئنا _ دُونَ رجعــَة !! دُونَ رجعةَ ياغاليَة ..! كم أودّ اللحظة لو فقط احتضنتُكِ ، كم أودّ لو أنـّي لمْ أغِب عنكِ سنوات الحياةِ الماضية التي لم تعُد كذلكْ .. كم أودّ لو أعودُ تلكَ الساذجة التي تُلاحقكِ لكُلّ مكان لِتحُوزَ رِضاكِ فقطْ، كم أودّ لو تُسامحِينِي على كلّ شيء و أيّ شيءِ ارتكبتهُ أو لمْ أرتكِبه .. كم أودّ لو ألقاكِ اللحظة كم أودّ ..!
رُغمَ أنها ثلاثُ سنواتٍ مضَت على رحِيلكِ إلا أني لمْ أكـُنْ أنا لولاكِ ، في كُلّ شيء .. دُونَ استثناءْ . الآن فقط استوعبت هذا الأمر رُبمــّا لِذكائِي الذي لم يعُد موجُودًا، أو لأني بصدقْ لم أحظَ بالوَقتِ الكافِي لأُخبِرَكِ أنّي نُسخة مُصغـّرَة عنكِ كما أرَدتِ.. و أنّ تلكَ الورقَة التي كتبتيها بعدَ إصراري مرّةً لأذكُرَكِ مازالت بحوزتِي يُغلّفها عِطرَكِ .. كيفَ لو لمْ تفعلِي ؟
أحيانًا أفكّر أننا نحصُلُ على إشارات سماويَة تُرشدنا على الأحداث إن تنبهنا فقط .. و ها أنتِ برَحِيلَكِ و بهذه الورقَة اليتيمة تُثبتين لِي ذلكْ ..

...
بودّي لو أبكِيكِ الليلة حتى لا أعود أشعُر بشيْء، أو أن تنتهِي بي الليلة عندَكِ ..


اشتقتُكِ


ـــــــــــــ


إنسانة عزيزة ، فقدتُها ذاتَ رَكضْ .!


10 May, 2007

قلقْ








ربما لا يحق لي السؤال أو الحديث عنك إلا خفيةً و مع أشخاص ثقات ، حتى أني لا أدري إن كنت تستحق كل هذه المساحة و الحيز في رأسي و أفكارِي في محاولة لِولوج قلبي .
ها نحن ننهي الأسبوع الثالث أو الرابع أو أكثر دون أن تحادثني ، أو حتى دون أن تصلني أي معلومة عنك مُطمئنة أو غير .. ، و دُونَ أن أشاهد طيفك في أي مكان ، أحيانًا تبدو كأنها الأمس و أحيانا أخرى كأنها ثلاثُ سنواتٍ بعيـــدة ، ولا أحسبها بدقة لأني لا أريد أن أصدّق أنّ الشوق يدق بابي و يحفر على عتبته " أن صدّقِي " ..!
ولا أدري حتى ماسبب هذا القلق ، فمن أين سيأتيكَ السوء أساسًا ؟ صحيح أنّ لا أحد يعلم ماقد يحصل له ، و قد يباغتنا السُوءْ في أي مكان .. لا أدري .. كُل ما أردتُ قوله لكْ : سُحقًا .. ؛ فلستُ مدينةً لكَ بشيء . فلا يحق لكَ أن تُشعرنِي بالذنب لمُجرّد أني لم أهاتفك أو أسألك على طريقتي عن غيابِك ! مع أني أشعُر أنكَ مدين لِي بخبر على الأقل أو مُخابرة هاتفية أو بأي شكل من أشكال الترابط الإنسانِي دونَ أن أسأل .. !
ولو أنّ الحياة أجمل دون علاقات خاصّـة ، لأني لستُ مُلزمة أو مُكلفة بإنفاق هذا الكمّ من المشاعر المُتراكمة و المُتضادة في آن أو حتى في حبسها لتخلق شغبًا داخلِي ، إلا أنّ هذه العلاقات هي محور جيد لتحريك الحياة أو تلوينها ، كما تفعل الآن علاقتنا الغريبة ، و التي تبدو و كأنها رحلة بحرية في توقيتٍ خاطىء يترُكنا في حيرةٍ بين المدّ و الجزر و بين المُتعةِ المنشودَة .. بودّي حقـًا لو يهدأ الموج قليلاً لأستطيع التطفلّ بحُرية و فائدة على مايدور حولكْ و لأشبع فضولِي بكْ و شخصُك ..
لأن الغياب مُثيرٌ للجنون أحيانًا يبقى الانتظار أمرٌ لامفرّ منه برغم أنهُ قاتل ، لأنهُ يتركني على هذه الحال التي أنا فيها الآن بين الحضور و الغياب ، بينَ الهدوء و الصخبْ ، بين الثرثرة اللامنتهية و الصمتُ المُفاجىء .. وَ هكذا أمور تجعلني أتصرف بغرابة لأنّ شخصًا ما يشغلُ رأسي بغيابه .!
فقط لو أنـّكَ تظهر .. أو تعُود ، لتضع حدًا لحيرتِي وَ لِيتضح ليَ الفرق بين الغياب و الاختفاءْ و ليكونَ لنا لقاء، ربمّا لن يكون .. لكني أنتظر !

02 May, 2007

زاوية بيضـَاء .. " في الافتقـَاد "




" جُزءٌ مِنّي يُغادرنِي ، فكَمْ يلزمنِي لأمضِي ؟ " ..
دومًا ما نتساءَل حَولَ هذا الأمر ، فهو مثيرٌ للقلق و الأوجاع طالما أنّكَ لا تنفـَك تُفكّر في كل ما يعلق بالرّأس مما يُدعى بصفةٍ كريهة ( ذكريات ) على أنواعها سمعية ، بصرية ، حسيـّة .. أيًا يكـُن ، تملأكَ لدرجة تودّ فيها لو تفقد الإحساس ولو لبرهة لاستيعاب ما يحصل حقـًا .
و على الرُغم من كون الذكريات شيء لطيف _ أو كما يفترض _ إلا أنها جارحة في مُعظمها ، لأنها تُوقظ ما تودّ قتلـَهُ فيكَ منهَا ( حلاوةُ لحظها و مرارةُ فقدها ) ، فإما أن تقتلك أو تقتلها ! و الأخيرَةُ هذه ما يبحثُ المرء عنها دُونَ جدوَى ، لأنك تكون استنفذت مُحاولاتك في الحصول على بعض الراحة صارخًا : " اخرج / ي من رأسِي " !

- " اترُك الأمر لِبعضِ الوَقت "..!
هذا ما يقولُه لكَ الجميع _ مُواساةً _ و تودّ حقـًا في لحظة خذلان للماضي و بنظرة واعدَة نحو المُستقبل أن تترُكهُ لبعض الوَقت ، حتى أنـّكَ تُحاول الإقلاع عن عادات من الماضِي و كل شيء يُحاول تذكيرك به و إن اضطُرِرت لتغيير كل شيء حولك ، حتى نفسَكْ.. بنسيانِ خصوصيتها و ما يميزها لتذوب في الشخصية التي يصنعها توجيه الآخرين و مدى تجاوبنا مع الإصغاء من جهة و إرادتنا في المُضيّ من جهةٍ أخرى ..!

لا تستحق أنفسنا المُتعبة هذه المُعاملة المُجحفة القاسية لأنها ستُولّد شخصًا آخر لم يسبق أن التقينا بهِ يومًا ، فالناس هنا على قسمين .. إما أن تتأثر بحركة التحرير الذاتية الجديدة و ترضخ لتُصبح إنسانًا أفضَل و أكثر حكمة و واقعية و أكثرُ تفهمًا للحياة و واقعها بعد عناءْ ، أو أن تأخذ الأمر بطريقة عكسية ليُصبح المرءُ قاسيًا جلفًا لا يتعامل مع الجميع إلا بمطرقته الخاصة ( بالتسديد ) و محاولة طرق رأس الجميع فهو لم يلقَ الإنصاف سابقًا و لن ينالهُ أحدًا بعدَه ..!

أنفُسنا هي نحن ، وجهُنا الآخر فلا نستحق و لا نحقق لها إلا الأفضل بالرضى و القناعةِ التامتين أنّ لكل شيءٍ في الكون سَبب ، ومايصنعهُ الله بنا هو أفضلُ توجيهٍ و دعمٍ نحصُلُ عليهِ يومًا سواءً في الرضا أو السخط ، فلسنا سوى مخلوقاته فكيف لنا معرفة مايصحْ و مالا يصحْ لنا ..!

18 March, 2007

حماقات أنثوية !




( اخترتـُكِ ) ..!
من وَحيِ بوحٍ قالَ لِي ( اخترتـُكِ ) .!
غطــّى مساحاتِ الزّمانِ المُظلمـَة
في بوحـِهِ ..
فأجبتُهُ: أنّ الطريقَ يكونُ أقصر
في ثنايا البوحِ رُغمَ حلاوَتِه،
و تركتــُهُ ..
سبعُ ليالٍ أو بصدق ثمانيـَة..
غيــّبتــُهُ ..
صِرنا معـًا في التاسعة !

( روحِي أنا ) ..!
في مرّةٍ أو مرّتينِ وُهــِبتــُها
من روُحــِهِ ..
رفــَعَ الـعُلا في دنيتـِي ، فأجبتـُهُ :
أنّ المشاعِرَ وَحدَها لا ترتـوي ،
فَخذلتــُهُ.!

( ... إلاكِ ) ..!
يخلو المكانُ بغربتِي من كلّ شيءٍ
دافئ ٍ يُخفِي جليدَ الكونِ إلا هواكِ ..!
أنبـَتْ حنينِي للقاءِ و ليلِهِ وَ حرارَتِه ُ،
فزجرتـُهُ..!

( غيبـُوبتـِي ... ) ..!
يكفـِي هـُنا..
فحديثُ ليلكَ قاتـِلٌ ،
أحببتــُهُ حتى قـُتِلتُ و عُدتنِي ؛
أحييتَ ليلِي في الغِيابِ .. أخذتنـِي
استعْمَرتَ قلبـِي ، اكتــَفِي .!
..

ليتَ الحَديثَ يطـُولُ أكثر،
لكُنتُ آثرتُ الغيابَ عن النوى لحَديثــهِ
ماذا أقول ؟


أحببتـــُهُ ..!

06 March, 2007

مــُـفارقــَـاتْ




تـِيـــه ..

في إحدى الحافلات المـُزدحمة في القاهرة ..
مِن بـَعـِيد .. يربت بسبـابتهُ على كتفِي ، ألتفتُ نحوَهُ و بيننا مسافـةُ مقعــَديـْن ..
سألنــِي : أنتِ أخت طــَلال ؟ .. ثلاثـــًا ..
- من طلال؟ لا إخــوَةَ لـِي . قلتُ لهُ .
نزلتُ من الحافلـَة و تسمـّرتُ في مكـَانِي ..
لأستوعـِـب أنـّهُ عراقـِي تائـِه هـُناكْ ..
ليتني كنتُ قشــّة نجاتــِه ..!



سعـَادة قاتلة ..

أستاذَةُ جامـِعــَة ، أتجوّل في الأروقــَة بهيبـَةِ مـَلِك ،
أقضِي أمورِي و أعـُودُ لقاعـَةٍ صغيرة أتلقى العـِلمْ هُناك.
دخلتُ القاعـَة .. مقعدانِ في الخلف
الأول باسمـِي و الآخر باسم قـَاصــّة عظــِيمــَة
بسعادَةٍ بالغـــَـة أقول:
ياإلهــِي .. لا أصــدّق ، ستجلِس هِيَ بجوارِي..
لماذا ؟ هل سأموتُ هذا العــَـام ..!!!


حـَياة زائـِلَة..

فاجأنـِي بسؤالٍ وَسطَ حوار .. هل أنتِ مـرتبطــَة؟
أعرِفـُهُ من بعِيــد، لم يكـُن بيننا حوار خارج نطاق العمـَل.
لا أنــكِرُ الأمرُ .. فكـّرتُ فيهِ أكثرَ من مرّة وَ أبعدتُ الأمرَ عن رأسِي
لأنـّي كنتُ أخشــَاه .. صريحـًا حدّ الجـُنون ..!
لستُ ، لكنـّكَ لستَ قدَرِي.. أجبتـُهُ و مَضــَيتْ .

آســِفــــــَــة..
آســفــَـــــة..
آســـــِفـــَة.. !



ثقــَافــــَة..

أتمنى أن أصبح مـُثقفة في كُل شيء ..
لمعـَت هذه الجـُملة في رأسِي من فتاة عـُمرُها سبعـَةُ أعوامْ ،
سألتهـَا : ماذا يعني مثقــفـَة؟
قالت بفخــر: أكون مثقفة في كل شيء ..الترتيب ، الجمال ، الموسيقا ، الرقص حتى الكمبيوتر ..!
سألتها و أتمنى أن تقول كتاب فقط: أنا مُثقفة في ماذا ؟
أجابت : بالمــُزاح ..!!


حدّ الجـُنون..

تصلها لأوّل مرّة رسالةً منهُ على هاتفهــَا النقــّال ..
ليـُجنّ جنونها بها لدرجــَة أن تتصل بصديقتها لتــُبشــّرها :
أخيــرًا ، راسلــَنــِي .. لو كـُنتِ بجـُوارِي لأريتــَكِ جمال خطــّه ..!!
!!!

01 March, 2007

حنـين



( حنينٌ يــُعـيدُ احتــِوائـَنـا .. )



هذا ما أردنا ،

ما فكــّرنا فيهِ مرّة يومَ
كـُنا مُلزمـَانبالحَديثِ عن الهوى ..


نسأل سؤال النـّفسِ الدّائِمِ الوَجِل :

هل من حـَنينٍ في زمانٍ لا نكونُ

يُـعيدُ ذكرَى وَحينـَا..؟


فأقــُولُ في غضبٍ و ضيمْ:

أنا لا أريدُ فـُراقــَنا ..

لا تفتــَعِل خلفَ السـُؤالِ جوابــَهُ ..!

فتثيرُ ضحكـَة غارِقٍ في العِشقِ

في لحظة قلقْ ..

و تعـُود تنظــُرُ في الأفق ..

ــــــــــــــ

ها نحــنُ في وَحيِ الجَوابِ و ضيمـِهِ،

نمضـِي الحياةَ بلا حياةٍ أو قـَلـَق

رُغمَ الفـُراقَ المـُرّ

لا تبدُو الحياةَ تعيسـَةٌ،

تبدُو غـــــَرَق


وأُحــِبــُكَ

31 January, 2007

على قارعة الطريق


على قارعةِ الطريق
بيْن بيتي و مدرَسَتِي و الجِسْر
كُنتُ أمشِي ناهِضًا مُستأنسًا

قبّلتُ أمي يومَهَا ،
لا لمْ تَكُن أيامُنا أفضلُ يومًا حينها
لكنني استبشرتُ حُبًا بالوَطَنْ
أنّ الطرِيقَ يكُونُ أقصَر ،
بَلْ يكُونُ الخَيرُ أكثر
في الوَطَنْ
..
فِي الوَطنْ
كُنتُ في دوّامةٍ مُلتَهِبَة
بين الطرِيق و بينَ قلبِي
كانت الدّنيا ظُلـَمْ
و النّاسُ في وَضَحِ النهارِ
يُقاتِلُونَ بقلبِهِم
كُلّ أثــّامٍ أغرّ
و يخطفوُن البَعض منهُم في حّذر
و يرشقُونَ مُعلّمِي و صديقَتِي
و كُلّ أبناءِ الوَطنْ ،
ببنَادِقٍ ماتَت مَفاتِحُها
بأجسادٍ تـَمُـرّ
..
صدّرتُ قلبِي للوَطَنْ ، عانَقتُهُ
أقنَعتُهُ أنّ القضِيّةَ للوَطنْ
أنّ الحِكايَةَ بعضُها كَذِبٌ أمَرّ
أنّ الرّصاصَ يَحُومُ فوقَ رُؤوسِنا
لِندُومَ فِي وَحيِ الوَطنْ
..
رُغمَ الألَمْ .. وَدّعتُهُ ،
و ترَكتُهُ يرمِي رُفاتِي للوَطنْ

28 January, 2007

صحوَة


كأنّي فقدتُ عقلِي اليوم ْ.. عندما عُدتُ لصُندوقِ الذكرياتِ القدِيم المركُون في الزاوية المُظلمة من دُولابِي ، و كأنّي أراهُ للمرّةِ الأولى بعْد الهَلاك .. مُخيفٌ حتى قبلَ اقترابِي منه ، لذلكَ وَضعتُهُ في أظلمِ مكَانٍ في الغُرفَة .. زاوية دولابِي ، تُغطيهِ ألوانُ ثيابِي الشاحِبَة بذيلِ ثوبٍ أو بوِشاحِ أحَدِها ، و بثَوبٍ حريريٍ كانَ قد سقَطَ في إحدى المرّات التي حادثتُكَ بها .. نعَم ، حادَثتُكَ مرّة من هُناك ، كُنتُ قد طلبتُكَ على الهاتِف و أنا أستَعرِضُ ثيَابِي فأجَبتَ و أنت نائِمْ : آلو .. وصوتُ الصمتِ حولَكَ يُربكُنِي و نعُومةِ الثوبِ استوقفَتْ يدِي عِندَهُ .. ماذا ، نائم إلى الآن ؟ قلتُ ، فكأنّكَ استيقظتَ من جَديد قائلاً : لا ..لا لا لستُ نائمًا ، مُستيقِظٌ أنا لأجلِك ..
كُنتُ قد تعَلّقتُ بالثَوبِ مُذ سمِعتُ صوتَكَ ذهابًا و إيابًا حتى سقطْ ، أُراقِصُهُ من فرْطِ سَعادَتِي بِكَ و باللامِ هُناك .. لأجلِي ،
فكُلّ ما يَحدُث في حياتِي لأجلِي ، حُضُورك - غيابُك - هناؤك - عذابُك .. لأجلِي .
كُلّ هذا أذكُرُهُ و أنا فقَط أُزيحُ الثوبَ عن الصندوق و أُزيحُ هذه الذكرَى عنّي ، لمْ أكُن قد خرَجتُ مُنذُ زَمَن حتى أستَبِقَ هذه الذكرَى في ذروَةِ الألَم ، لكن لا مُشكلَة الآن ؛ فقَد هدَأت نفسِي عن السابِق .. قليلاً ، حتى أنّي فتحتُ الصندُوق بفتُورٍ تامٍ فاجئَني ،
فقَد اعتادَت ذكرَاك على الاحتفاءِ بِكَ أيّنما كان و كَيفَما !!ا
رسَائلُ قديمَة ، مُثقلةٌ بالفُصحى و تلكَ الألفاظُ المُتداولةِ بينَ المُحبيّن .. هيَ كُلّ ما كُنتُ أصنعهُ فيهَا باجتهادٍ و صدقٍ تامّين ، لمْ تكُن الأنثى قَد اكتملَت بعْد بِي ولا دَورَةُ الحَياةِ التِي أهديتَنِي تذكَرَتهَا قد دارَتْ . ببرَاءَةٍ و سذاجَةٍ أكثرُ تمامًا مِن اكتِمالِ القَمَرِ بَيْنَ
دَورَتين مُتتالِيَتَين كُنتُ أصنَعُ للذِكرَى مُجسّمًا أُلزِمُهُ حياةً أُخرَى مَع الذكرياتِ الأُخرَيَاتِ لِيَكُنّ عَونًا لِي في أيامِي الخالِيَة / مِنه. حتّى
خلَتْ .. لكني الآن لمْ أعُد أشعُر بذلكْ ، فقَد اكتَمَلت الأنثى بسَطوِهِ ، و تلكَ الحَياةُ اكتَمَلت مرّتينَ بتذكرَتَين ذهابًا و ذهابًا ، حياةً و حياة . لا بَأسَ بإخراجِها مِنَ الصندُوق ؛ لأنها ستلهُوا بعِيدًا عنّي حتى تتُوهُ في الطيّات ولا تستطِيعُ العَودَة إليهِ أو إليّ أو إلَيهِ ، ستشتاقُنِي المَحابِرُ لا بأسْ .. سأرشُقُ الصُوَرَ الخائِبَةِ بها ، ستُلوّن و تضطَرِبْ بالحِبرِ لأنّهُ لا لَونَ له .. لا بأسْ ستعتادُ الأمرَ لأن الجَمِيعَ سيحتَفِي بالتناقُض بَعدَ حِينْ و يَقبَلُه .

22 January, 2007

إليهِ

إليهِ

ذاكَ الغائِبُ الحَاضِرُ في سمائِي
يَقتنِي قلبِي كألعابِ الطفولَة ثُمّ يمضِي
..
يَحتَمِلهُ ، ينتشي بِهْ ، يختَرِقهُ
يَحتَفِل بالأغنياتِ بصُغرِ قلبِي
ثُمّ يفخُرُ بالحَديثِ إليهِ عمدًا
مُطلِقَ الضّحكَاتِ صوبِي
ثُمّ يمضِي
..
يشتَعِل بِي بَعضُ عشقِي
يَحتَرِق بالصّمتِ جنبِي
..
ثُمّ يَصحُو مرّةً
بَعدَ أن أهدانِي قلبِي
يٍَستَمرّ بلُعبِهِ
ثُمّ يُلقينِي بَعِيدًا عن خُطاه
ثُمّ يمضِي

ـــــــــــــــــ

20 January, 2007

أوقات مُستقطعة


مُوسيقَا راقِصـَة..
هيَ كُل ما يَدُورُ برَأسِي حِينَ ترِدُ إليه ،
تُعطيني السعادَةَ و الحَياة و الحُبّ الأبديّ
و وُروُدٌ مُنتشِرَة على امتِدادِ النظر ،و
ضـَوءْ
ــــــــــ
وَقتُ الغِيابْ
تَحرُسهُ موسِيقَا ضبابيّة كئيبَة
غاضبَة قليلاً ، آملَة ٌ بينَ بينْ ،

حزينَة كثيرًا ..
مَلئى بالعَذاب وَ الدّمُوعْ ،
و الدّفء المُؤدي لاحتراقِ الرّوحْ ،
و سـَوادْ ..
ــــــــــــ
عَامُ الانتظارْ
أغانِي اليأس و الأمَل تضجّ بِي ،
أُقتَلُ حينًا
أصحُو في حينٍ آخَرَ حَيرَى
في حينٍ آخرَ خائِبة الأملِ ،
أشعُرُ بالعَجزِ المُثقِل و الكِبَرِ،
وَ ضيـاعْ ..
ـــــــــــ
لحظةُ الانتِصـارْ
هِيَ كُلّ الوُجُود بكُلّ الوُجُوه

أنتشِي فرحًا و أغني ،
أبكِي
أرقُصُ حتى الثمالَة و أصحُو
فتنتَهِي اللحظة ..

15 January, 2007

رسائِلُ محظورة




بسم الله الرحمن الرحيم

صباحُكَ كَمساؤك .. مُورِدْ
كَيف أنتَ ؟
..
كُنت أُجرّب تغيير الخـَط و اللّون ، وَجدتُهُ يُعطيني إيحاءً أفضَل لأي شيءٍ أمامِي .. أو

بالصورة الفلسفية : يضَعني في زاويَة مُحددة .. أُحب المُكوث فيهَا .
..
كيفَ أنتْ ؟ مِن جَديد
كَيفَ تبدُو الحياة في زاوِيَتِكْ ؟
طالما أنّك تُراسِلنِي بقَصد السُؤال و لو أنّك لم تَسأل بشَكلٍ صريحْ .. و

الشيء يؤخذ بالقَصدِ منه و ليس بنـتيجته .. فأنا بأحسَنِ حال الحمدُ لله ، تَستطيع أن تقُول لا شيء يسِير على وَتيرَةٍ واحِدة ..
اتفقنا مُسبقًا على وَضعنا الراهِن و أعجبتني الفكرَة ، لكن ينقُصها شيءٌ ما ..
الفَضفضة .. الحَديث الصريح عن المَشاعِر الذي نتجنبُه كلَينا ، أعلَمُ أنّكَ تستغربُ ذلك و قد تتساءَل عن السبب ،
لا أسباب غريبة في الموضوع سوى أني أشعُرُ أنّ أشياء كثيرَة تفُوتُك من حياتِي وأشياءَ أكثر تفوتني من حياتُك ..
..
أحيانًا كثيرة يدُورُ الحَديث في رأسي ولا أستَطيع ُ حتى كتابَته ،
........................... انتهت المُحاولة الأولى في الكتابَة .

أعجَزُ عن مُجاراتِه في مرتَبتهُ السادِسَة .. الصّديق !
لا أجِدُ حتى كلامًا لا يُذكّرُ كلينا بمُصطلحاتنا و أحاديثنا الخاصّة ..!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بسم الله الرحمن الرحيم

عزِيزي .. كيف أنت ؟
اشتقتُكَ .............................. انتهت الثانِيَة .
أوشكتُ أن أقول : حدّ البُكاء !
لو كُنا كما كُنّا لقُلتها ..
و ما زلتْ !
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بسم الله الرحمن الرحيم

مَرحبًا .. كَيفَ أنت؟ كَيفَ تسرِي أمُورُكْ ؟
قرأتُ رسالَتك البارِحة المُكوّنة من سطر ْ .. أسرَتنْي ، كَونُكَ تخرُجُ عن طبيعَتِكَ و تَسأل عن سبب الغِياب..
أبدًا .. لا شَيء يُشغلنِي ، أعلمُ فقط أنّك مشغُول و لا أريدُ تَعطيلك ..

شُكرًا لِمُراسلَتِي ..
...................................... انتهى .
طالما أنّ الرسالة ستَصِل مُفلترَة إلى هذا الحدّ الذي يُوحِي بالبُرُود التـّام و السّذاجة المُطلقة

بعَكسِ ما أشعُر تمامًا سوفَ لنْ أُرسِلها و سأبقى بعِيدة ..

أراقِبُكَ من بَعِيد و أراسِلُكَ من بَعِيد و أُحبّك من بَعيد ، مِن حُدودِ الصّداقة و إليها .

11 January, 2007

عَــودَة

هكذا ..
عُدتَ وَ عَادتْ الرّوحُ تملَؤنِي
و الحَنينْ .. فرّقَ الأشياءَ عُنوَةِ عَودِهِ
..
في غِيابِكَ مُلهِمِي
لمْ يَكُن للعَيشِ مَغزَى أو أثَرْ
أو حَنِينٌ أو مَطَرْ
لمْ أكُن أحسِبُ عُمرًا مرّ ملمومًا
هجَرْ
..
في الحُضُورْ
تـُولَدُ الذكرَى و نـَجتاحُ الخَطَرْ
و المَطرْ .. عرّضَ القَلبَ المُكابِرَ للسّهَرْ
و المَسافاتُ التـّي قد شرّدتِي غرّبتنِي
فِي حَنينِكَ قُصّرَتْ
و احتَمَى بَعضُ الوُجُودَ ببَعضِهِ ،
بَعدَ أن زالَ ..حضـَرْ
..
في وُجُودِكَ سيّدِي
تَسقـُط ُ الغَيماتُ ، يندَثِرُ الضّجَرْ

07 January, 2007

كَيفَ يبدُو الكَونُ أجمَل؟


باختصَارٍ كَلّفونِي_ كُل مَن يَهوَى
النّجُومَ _ بِأَن أقُول:

إن أحَبتنَا الغُيومْ
يُسقِطُ الشوقُ الغزيرُ دمُوعَها
ثُم نَسأَل:كَيفَ يبدوُ الكَونُ أَجمَل؟
نَفهَمُ المَقصُودُ دوماً أَنّهُ يبدُو المَطَر
***
بَعضُهُم قّد خّبّرونِي:
أنّ حَجمَ الكَونِ يَكبُركَيفَ يَكبُر؟ كُنتُ أَسأَل!
و هوَ مُنذُ بدَايَةَ الخَلقِ العَجِيب ِبِحَجمِهِ لَم يَختَلِف!!
ثُمّ إن كَانت حَقِيقَة..كَيفَ
يَبدُو الكَونُ أَجمَل؟
يُخبِرونِي أنّهُ لا يَنتَهِي
مِثلَ قِصّةِ السّمَاءِ و المَسِيحْ
والتَآوِيلُ التّي لا تَنتَهِي
***
بَعضُهُم مُلءُ السّماءِ
جُنُونُهُم , أَفرَاحُهُم و دُمُوعهُم,
أَشيَاءَ أَكثَر..
كُنتُ أَسأَل:كَيفَ تَمتَلِىءُ
السّمَاءُ بِضَيّهِم؟

كَيفَ يَبدُو الكُونُ أَجمَل؟
يُغلَبُ المَخلُوقُ مِنهُم ثُمّ
يُرزَق ضَيّهُ مَع ظِلّهُ !!
كيفَ يُعقَل؟هكَذا قد خَبّرونِي
***
تَكثُرُ الأوجُهُ فِي هذِي الحَياة
كُل مَا يَجمَعُهَا بالإختصَارِأَن نُحِب..
ثُمّ نَغدُو كالطُيُور ِمُحَلّقِين,أو كطَيفٍ
لا يَمُوت,أو كصُبحٍ مُشرقٍ مِن بَعدِ لَيلٍ عَاصِفٍ ,أو

كأَرضٍ خَصبَةٍ ,أو كأَبطَالِ الحُرُوبِ الخَالِدة
طِيلَ القُرُون ْ..
ثُمّ نَفهَم كَيفَ يَبدُو الكَون أجمَل,
كَيفَ أنّ الكَونَ يَكبُر,
كَيفَ تَمتَلِىءُ السّماءُ بِضَيّنَا، ثُم
نُقنِع مَن يُحَاولُ فَهمنَا أنّها أَرزَاقُ تَعقُبُ ظِلّنَا,
ثُمّ نــُسأَلُ :
كَيفَ يَبدَو الكَونُ أَجمَل؟

06 January, 2007

وَطـَن 2


مَا بَالنا نُوجِعُ الوَطَنَ بِنـَا ، أمْ أنّهُ مَوجُوعٌ أصلاً بهــِــمْ؟

اعتَقَدنا أنّ ما أمطَرتهُ السّماء علينا من خيراتْ قد تُطفِىءُ بَعضَ النّارِ المُشتَعِلة ، و قد تُثلَجها لفترة انقضاء الثّلج لِتستَحِيلَ ماءً بَعدَها مثلَهُ تمامًا .و لكنّ العَكس صَحِيحْ ؛ فازدادَت النيران في مُعظَمِ الأمكِنة و الأفئِدَة ، و استحالَ الثلجُ ماءً في هذا الشتاء لِيُساعِدَ في الانزلاق للهاوِيَة .
هكذا الوَضعُ في فـَلسطِين؛ فازدادَت مَعاقِلُ الهمَجيين في كُل مكَان ، و باتَ الوَضعُ مُربِكًا للجَميع .نخافُ على أنفُسِنا مِنهُم اليَهُود و مِناّ نَحن اللّذينَ دمّرنا التارِيخ بأيدينا ، و مَرّغنا دِماءَ الشُهداءِ بالوَحلْ ، و سَكَبنَا بنزيناً فَوقَ النِضالْ لِتَشْتَعِلَ سِنينــَــهُ كَشَمعةٍ قَديمَة اشتَعلَت في الظلام لِتُنيرَ الدّرب ، و الآن لِتذوبَ باستِهتارٍ وَحدَها حتى لا يَبقَ منها أثرُ اشتِعالْ..

لَمْ يَبقَ لنَا إلا الترَقّبْ .. علّ مُعجِزةً تحدُث !

03 January, 2007

تشوِيشات ذِهنِيّة !


مُصطَلَح غَرِيب أعجَبنِي ، رُبّما لأنّهُ غريبْ ،رُبما..أو أنّهُ خارِجٌ عن النّمَطِ المَألوفْ ، قد يَكُون ..
رُبّما السبب اختِياراتي ، أو طريقتِي المُلتَفّة في الاختِيَار..
فأنا أُحبّ الاحتِفاظ بأشيَاءَ جدِيدة في حَياتِي .. جيّدة ، خارِجَة عن المَألُوف ، غرِيبَة ، نادِرَةُ الوُجُود في مُحِيطِي ،
عمَلِيّة ، مُثيرَة للإعجَاب و الدّهشة و الجَدَلَ في آن ، سِواءً حقِيبَة أو ساعَة أو قمِيصْ أو رَجُل ..!
نَعَمْ رَجُلْ ، فدَائِمًا نَفس طرِيقَة الاختِيارات بِنَفسِ الخَيارَات . لَيْسَت مَقصُودَة بالطَبع _ و لو أنّها تبدُو كذلك مِن أوّلِ وَهلَة _ لكنْ في الصّمِيمْ يُحَرّكنِي اللاوَعِي نَحوَ الانفِراد ..
قَد أبرّرُ لِنفسِي بِوُجُودِ إعاقَةٍ ذهنيّة أو غَيابْ ذِهنِي مُؤقت ، لكنْ لا أنفِي أنّي مُشوّشةُ الذهن حِيالَ المَوضُوع ..
فاختِيَاراتِي للرّجُل ،غَير مُتطابِقَة البَتّة مَع ما يَِجِب أن يَكُون ، يَحمِلُ نَفس خَيارَاتِي و هُوَ نَفسُهُ اختِيارَي .. لكن نتِيجَة الاختِيارْ لَيْسَت سَعادَة أبديّة وَ نِهايتها مَعرُوفة ، مُؤلِمَة ، مُضجِرَة خَطِرَة أحيانًا .. و عَلى عِلمٍ بذلكْ وأُواصِلْ ..!
هَل أحتاجْ لِتغيير خَيارَاتِي ، أمْ أنّي مُغَيـبّـة فِعلاً ؟