10 May, 2007

قلقْ








ربما لا يحق لي السؤال أو الحديث عنك إلا خفيةً و مع أشخاص ثقات ، حتى أني لا أدري إن كنت تستحق كل هذه المساحة و الحيز في رأسي و أفكارِي في محاولة لِولوج قلبي .
ها نحن ننهي الأسبوع الثالث أو الرابع أو أكثر دون أن تحادثني ، أو حتى دون أن تصلني أي معلومة عنك مُطمئنة أو غير .. ، و دُونَ أن أشاهد طيفك في أي مكان ، أحيانًا تبدو كأنها الأمس و أحيانا أخرى كأنها ثلاثُ سنواتٍ بعيـــدة ، ولا أحسبها بدقة لأني لا أريد أن أصدّق أنّ الشوق يدق بابي و يحفر على عتبته " أن صدّقِي " ..!
ولا أدري حتى ماسبب هذا القلق ، فمن أين سيأتيكَ السوء أساسًا ؟ صحيح أنّ لا أحد يعلم ماقد يحصل له ، و قد يباغتنا السُوءْ في أي مكان .. لا أدري .. كُل ما أردتُ قوله لكْ : سُحقًا .. ؛ فلستُ مدينةً لكَ بشيء . فلا يحق لكَ أن تُشعرنِي بالذنب لمُجرّد أني لم أهاتفك أو أسألك على طريقتي عن غيابِك ! مع أني أشعُر أنكَ مدين لِي بخبر على الأقل أو مُخابرة هاتفية أو بأي شكل من أشكال الترابط الإنسانِي دونَ أن أسأل .. !
ولو أنّ الحياة أجمل دون علاقات خاصّـة ، لأني لستُ مُلزمة أو مُكلفة بإنفاق هذا الكمّ من المشاعر المُتراكمة و المُتضادة في آن أو حتى في حبسها لتخلق شغبًا داخلِي ، إلا أنّ هذه العلاقات هي محور جيد لتحريك الحياة أو تلوينها ، كما تفعل الآن علاقتنا الغريبة ، و التي تبدو و كأنها رحلة بحرية في توقيتٍ خاطىء يترُكنا في حيرةٍ بين المدّ و الجزر و بين المُتعةِ المنشودَة .. بودّي حقـًا لو يهدأ الموج قليلاً لأستطيع التطفلّ بحُرية و فائدة على مايدور حولكْ و لأشبع فضولِي بكْ و شخصُك ..
لأن الغياب مُثيرٌ للجنون أحيانًا يبقى الانتظار أمرٌ لامفرّ منه برغم أنهُ قاتل ، لأنهُ يتركني على هذه الحال التي أنا فيها الآن بين الحضور و الغياب ، بينَ الهدوء و الصخبْ ، بين الثرثرة اللامنتهية و الصمتُ المُفاجىء .. وَ هكذا أمور تجعلني أتصرف بغرابة لأنّ شخصًا ما يشغلُ رأسي بغيابه .!
فقط لو أنـّكَ تظهر .. أو تعُود ، لتضع حدًا لحيرتِي وَ لِيتضح ليَ الفرق بين الغياب و الاختفاءْ و ليكونَ لنا لقاء، ربمّا لن يكون .. لكني أنتظر !

No comments: