02 May, 2007

زاوية بيضـَاء .. " في الافتقـَاد "




" جُزءٌ مِنّي يُغادرنِي ، فكَمْ يلزمنِي لأمضِي ؟ " ..
دومًا ما نتساءَل حَولَ هذا الأمر ، فهو مثيرٌ للقلق و الأوجاع طالما أنّكَ لا تنفـَك تُفكّر في كل ما يعلق بالرّأس مما يُدعى بصفةٍ كريهة ( ذكريات ) على أنواعها سمعية ، بصرية ، حسيـّة .. أيًا يكـُن ، تملأكَ لدرجة تودّ فيها لو تفقد الإحساس ولو لبرهة لاستيعاب ما يحصل حقـًا .
و على الرُغم من كون الذكريات شيء لطيف _ أو كما يفترض _ إلا أنها جارحة في مُعظمها ، لأنها تُوقظ ما تودّ قتلـَهُ فيكَ منهَا ( حلاوةُ لحظها و مرارةُ فقدها ) ، فإما أن تقتلك أو تقتلها ! و الأخيرَةُ هذه ما يبحثُ المرء عنها دُونَ جدوَى ، لأنك تكون استنفذت مُحاولاتك في الحصول على بعض الراحة صارخًا : " اخرج / ي من رأسِي " !

- " اترُك الأمر لِبعضِ الوَقت "..!
هذا ما يقولُه لكَ الجميع _ مُواساةً _ و تودّ حقـًا في لحظة خذلان للماضي و بنظرة واعدَة نحو المُستقبل أن تترُكهُ لبعض الوَقت ، حتى أنـّكَ تُحاول الإقلاع عن عادات من الماضِي و كل شيء يُحاول تذكيرك به و إن اضطُرِرت لتغيير كل شيء حولك ، حتى نفسَكْ.. بنسيانِ خصوصيتها و ما يميزها لتذوب في الشخصية التي يصنعها توجيه الآخرين و مدى تجاوبنا مع الإصغاء من جهة و إرادتنا في المُضيّ من جهةٍ أخرى ..!

لا تستحق أنفسنا المُتعبة هذه المُعاملة المُجحفة القاسية لأنها ستُولّد شخصًا آخر لم يسبق أن التقينا بهِ يومًا ، فالناس هنا على قسمين .. إما أن تتأثر بحركة التحرير الذاتية الجديدة و ترضخ لتُصبح إنسانًا أفضَل و أكثر حكمة و واقعية و أكثرُ تفهمًا للحياة و واقعها بعد عناءْ ، أو أن تأخذ الأمر بطريقة عكسية ليُصبح المرءُ قاسيًا جلفًا لا يتعامل مع الجميع إلا بمطرقته الخاصة ( بالتسديد ) و محاولة طرق رأس الجميع فهو لم يلقَ الإنصاف سابقًا و لن ينالهُ أحدًا بعدَه ..!

أنفُسنا هي نحن ، وجهُنا الآخر فلا نستحق و لا نحقق لها إلا الأفضل بالرضى و القناعةِ التامتين أنّ لكل شيءٍ في الكون سَبب ، ومايصنعهُ الله بنا هو أفضلُ توجيهٍ و دعمٍ نحصُلُ عليهِ يومًا سواءً في الرضا أو السخط ، فلسنا سوى مخلوقاته فكيف لنا معرفة مايصحْ و مالا يصحْ لنا ..!

No comments: