30 December, 2006

بأيّ حالٍ عُدتَ يا عِيدُ!


ننتَظِرُكَ طوِيلاً لِنسعَد بِك ، و ما أن تأتِي على عَجَلٍ فتأتِي الأحزانُ تِباعًا ..

بأوّل ساعَاتِك شَهِدنا انقِضاءَ التارِيخَ في العِراق المَجِيد ، انقِضاءَ أيامِ المَجْد التلِيد .

ولا أنكِر أنّ البَعض انتَظَرَ هذا اليَوم بفارِغِ الصّبر ؛ لكن مهما يَكُن الأمر لَيسَ هَديّة عِيد

لَيْسَ اليَوم المُناسِب لِرُؤيتهِ في وِشاحِ المَوتِ رُغمَ الهَيبَة التِي أظهرَها كعادَتِه ،

لَمْ يُغَيّرهُ الذُلّ _ خارِجيًا على الأقلْ _ أمَامَنا ، نَحنُ المُتفَرّجون بلا حَولٍ ولا قوّة ..

لا حَدِيث حتّى يَصلُح في هذا المَوقَف أو هذا اليَوم .. فالحُزن يَغمُرنِي وَسْطَ الغَدر و الغِيَاب .

لا أدرِي .. هَل نحتَفِل بقُدومِكَ أم بهَدِيـّـتِـكْ أمْ ننتَظِرُ المَزِيدْ ؟

27 December, 2006

خاطِرة




دائمًا ما يُقال .. أصْعبُ ما يُكتب ( المشاعِرُ الخاصّة ) ، و لستُ أكتُبُها لأبرهِنُ علىَ قُوةِ عضَلاتي ، بل لأنّها تجولُ في رأسي و أنا أُدوّنـُها تحسبًا لأي طارىءٍ يطالُ الذاكِرة.

هذا ما قلتُه حين كتبتكُ في أولِ قصيدةٍ مسّتني ، حين كُنّا..و هو ما أقوله الآن بعدَ رحيلِك ، بعدَ أن صِرْنا كأنـّا لمْ نكُن. حتـّى أنّ الكتابة لم تعُد ترُقنِي ، فَقد احْتارَت ذاكرَتي مِن بّعدِ اختـِـيال و هَجَرتنِي الكلِماتُ لِهِجرَانِك، و لم تـُغرِقنِي الأحزَان .. بلْ قذفتنِي لجزيرَةٍ نائيَة لا ثانيَ لِي فيها سِوى ما ترَاءَى لي من ظلّك .
..

لا أريدُ أن أبقَى على هذهِ الحال لأنّ لا أحدَ كذلِك ، لكن يبدُو أنّي أستغرِقُ وقتًا أطوَل فِي إبعَاد هَذهِ الأيامْ و في استقطَابِ أيَامٍ أكثرُ سعَادةً كـَأيـّامِكْ .. أو ما يُقارِبُها.
..
الضّجر ، كُلّ الأشياء امتثلتْ بِهِ و لــَه .. لا أدري حتّى ما فائِدةُ الحديث مَع النّفس دُونَ أن يَشعُر بِهَا أحَد ، دُونَ أن تَشعُر أنتَ بِهَا و دُونَ أن تـُـشعِرُكَ بــِفقدِي ! أذكُرُ إحدَى المرّات التّي مَسّتني عندما أخبرتني أنّكَ تُنادِي باسمِي في الأرجاء يآآآآآآآآآآآآآه ، جعَلتنِي أستشعِرُ قصِيدةً تغَنّيتُ بِهَا و بِك ، حتّى أنّي اغترّرتُ بنفسِي أكثر و أكثر .. أينــَكَ عن هذا و أينَهُ عَنكْ ؟
لماذا لا أنسَى و ينتهي هذا الدّوار؟ لماذا لا أنفكّ أذكرُك و أيامُكَ و مواقفُك و حَديثك و ضحكاتك و رُوحُك لماذا؟ لماذا لا تجفّ دموعِي و يَهدَأ قلبِي ؟ لماذا اعتراني الحُزن و انفضّت الصَداقات مِن حَولي لماذا؟ لمَاذا لا أراني سوى أسألُ لِماذا ولا إجابة ؟ لماذا لا تعُدْ وَ تــَــقــَرّ عينِي بِكَ ؟
لماذا رَحَلتْ؟

26 December, 2006

غِيابْ


أشعُرُ بالغَضبِ الشديدِ الآن ،فالكُلّ على عجَلٍ مِنْ أمرِه و مَع ذلكْ لا أحَد يَغفَل عن صَديقٍ له أو أحَد مَعارِفِهِ لِيُلقِي علَيهِ السّلام باستثنائِي ؛ فلَستُ على عَجلٍ ولا يَتعَرّف أحدهُم علَيّ ، هَل تغيرتُ لهذا الحَد؟ حتّى أنّي أُجاهِدُ نفسي في وَضع القلِيل من مساحِيقِ التّجميل لكَيلا يَظهَر بَأسِي بَعْدَ إخفاقِي في تَجرُبةِ الحياة..
- كَيفَ حالُكِ؟ صَوتٌ يَأتيني من خلفِي، آووه أخيرًا استنطَقَ أحدَهُمْ نَفسَه ! التَفَتّ مِن حَولِي لاُجابِهَ وَجههَا المَلائِكِي الصّغِير ، إحدى الحَاضِرات..
- بِخَير .
- أوه أعتذِر ، اعتقدتُكِ أُخرَى .. و رَحَلـَتْ.
لَمْ أتصَوّر يَومًا أن يتجَنبني النّاس لِمُجَرّد إخفاقِي فالكُلّ يُخفِق ، أو أنّ الجمِيع يتجَنّب الحَديث بالمَوضوع مَنعًا للإحراج ، فقَد كانت قصّتنا تَشهَدُ نجاحًا مُنقَطِعَ النّظير إلى أنْ ..لمْ تَعُد كذلك ! حتى أنا أتجنّبُ الحديث في الموضُوع لأجلِ السّأم .
- كَيفَ الحَفْل؟ تَسألُنِي المُستضِيفَة مُقاطِعَة..
- جَمِيل .
- جَيّد . و رَحَلـَـتْ !

25 December, 2006

فضفضة



لا أدرِي أرتاحُ أكثر للعُنوان أم للفضفضة ذاتها ؛ حيثُ أنّي أستهلِكُها دومًا في أحَاديثي المُبهمَة ، غير الدقيقة التي تنتابُني آخر الليل
!!!

21 December, 2006

مَاذا يَصنَعُ غِيابُك؟


لَيْسَ بالكَثِير ..
غَيْرَ أنّي أغِيبُ عَنّي،
و لا أعُودُ لِرُشدِي و لا نُطقِي
و لا سَمعِي ولا بَصرِي،
و يَنتابُنِي بَعضُ وَجَعِي،


غِيَابُكَ لا يُحدِثُ فَرقـًا،
لا شَيءَ سِوى وَفاتِي ..

20 December, 2006

َخجَلْ



يُخجِلني بصِدق ما آل إليهِ الوَضع في وَطنِي المُحتَل و المُنحَلة رَوابِطُهُ الآن ، حتّى أنّي لا أجرُءُ على إكمال قصّة الانتظار و أفكّر بصِدق لو أنّي أخّرتُ وجُودها ، أو أخفيتُهَا حتّى قًبْل أن يَصِلهَا أحَد.. حتى أنّي لَستُ مُجبرَةً على إكمالِها الآن على الأقل؛ فلا رَقِيب و لا مُحاسِب سِوى نَفسِي ، و بَعضُ المَارِقِينَ هُنا ..
و ما يَحدُث الآن قد ألغَى عقُودَ الكِفاح السّالِفة و قِصصُ التّضحية و آلام الحِرمَان و الفُراق لأحبّائِنا ،و الكَلامْ أيضًا.. و كأنّ القصّة باتَت أنّ دَولَتنا قائِمة أصلاً و لا تَملِكُ سِوَى مُشكِلةُ فَصائِل ، و بَعضُ الأروَاح التِي تُزهَقُ هَدرًا و الكَثير مِنَ الضّغينَةِ بيننا وَ لَنا !
..

لنَا حُلـُم واحِد: أنْ نـَجـِدْ
حُـلُمًا كَانَ يَحمِلُنا
مثلَمَا تَحمِلُ النّجمةُ المَيّتين!
محمود درويش

19 December, 2006

الانتظــــَـار .. 3


(3) ..

انقَضَتْ تَلكَ السّنة الكَئيبة دُونَ أن يَلتَفِت لِي مَرّة ً و هَا هُوَ يَعُود الآن لِيقُول : لَمْ أنسَاكِ لَيلةً حتّى لو لَم نترَاسَل؟
و أيّ حُمقٍ هذا الــّذي يَجعَلُنِي فِيه! و أنا كَمَا تَشائِين .. أخْ ، صَدِيقْ .. أيًا يَكُن ما تُريدي !
الآن فَقَط أصبَحتَ تَحْتَ الأمر و الطاعة ؟ حسنًا لَكَ مَا تُرِيد ، و ها نَحنُ نتراسَل في شَهرين بثلاث رسَائل _أخويَة_ و لكن لا جَدوَى ، أُجهِدُ نفسِي بِخَتمِ الرّسالة بسُؤال يَجعلهُ مُجبرًا _ بِحُكم الصَداقة و الأخوّة _ على الرّد برسالةٍ أخرى حتى لو بَعد خمسَةِ أيام ، أو سَبعة .. حَسبَ مَا يَسْمَح مِزاجُ سُمــُــوّه ، حتّى ضاقَ ذرعًا بهذه اللُعبة السّخيفة من بِدايَتهـَا .. فَقَطــعَ أخبَارَه ، و أنا التي ما زِلتُ أشعُرُ بالحنين لأيّامِه أتأمّل في كُل يَوم أن يَكونَ أفضَل مَعِي ، لا أريدُهُ أن يَعُود مُتيمًا بي لأنّه لو كان كذلك لما رَحَلَ أصلاً .. و لكني أرتاحُ لوجودِه في حيَاتي حتى لو محورًا ثانويًا ، المُهم أن يَكون ..
على الصّعيدِ الآخر انتهَت ذاتُ الشَهرَين ولا نَملِكُ سِوَى النّظر و التأمّل و بَعضُ المُبادراتِ و الكثير مِنَ المَلَل، لا يُمكِن أن تكُون حتى عِلاقـَة جــَادّة _إن جعلنَاها عِلاقَة _ بل هِيَ لَحظات صَامتة جيّدة بمَا يَكفِي لإبعادِي عَن جلَبَة الحَياة ، حيَاتي. و كأنّي لمْ أتعلّم مِن الحماقةِ الأولى!

كلّ ذلك و أنا أُدرِك تمامًا أنّ الأوّل لن يعُود و الثاني لنْ يأتِي أصلاً ، و أنا أقفُ على عتبة الانتظار بَينَ حيَاتَين و رَجُلَين و قَلبَين ، لا أدرِي ما يَصنَع الأوّل ولا ما سَيُقدِم عَلَيهِ الثاني ، ولا أملِكُ سنَةً أخرَى أنتَظِرُ فيهَا حَنينَ الأوّل أو جُرأةَ الثانِي ، ولَنْ أُقدِم بِدَورِي عَلى حمَاقةٍ كتِلك، و لماذا أفعَل؟حتى أنّ قلبِي لَن يَكُونَ سِوى دائِي لِذا .. لنْ أجعَل الانتظار يُضجِرنِي أكثر و سأُباغِتـُه بالإنسِحَاب ، و سأذكّر نفسِي بَعد سنةٍ مِن الآن: عندمَا ترِي الحُب يُلوّح مِن بَعِيد احزِمي حقائبَكِ و ارحَلِي ..

17 December, 2006

الانتظــــَار .. 2


(2) ...

في الطّرَف الآخر مِن حياتِي كانت كُل الأمور الرّائعة تحدُث مَعِي استثنائيًا ، أملِكُ وَظيفةً رائِعة ، زُملاء رَائِعُون، حَياة هادئــَة انتظرتُها مُنذُ زَمَنْ ، و لا يَنقُصُهَا سِوى ذاكَ الجوّ الذكورِي الذي يُضفِي نوعًا مِن التغيير الظرِيف ،
ومِنْ فَرْطِ يَأسـِي لمْ أتنبــِّه يومًا أنّهُ حَولِي و أمامِي مُعظم الوَقتْ ..
كَان يَستَرقُ النّظر مِن حِينٍ إلى حِين ، و مِنَ التلقائِي جدًا أن تنظُر نحْوَ شَخصٍ يَنظُرُ إليكَ بِشــِدّة دُونَ أدنَى تحَكّمٌ مِنك .. فبمُجَرّد أن أُحرّكَ ناظرَيّ تِجاههُ أراهُ يُحوّل ناظِرَيهِ إلى أقرَبِ شيءٍ تَقَعُ عينَيه عليه، حتّى لو كانَ الجِدار! إلى أن باغَتنِي مرّةً كالبَرق .. فمَا أن نظَرتُ إليه حتى التَقطتُ تِلكَ النظرَة التِي أشعَرَتـْنا بالخَجَل ، لَمْ أُعِ تمامًا.. فنظرتُ بَعدَ ثانيَتين لأجــِد نَفس النظرَة الأولى ..
مِنْ هُنا .. اختلفَت المَوازِين ، صِرتُ أرقُبُ تحَرّكاتِي و هَمسَاتِي طالَما أنّي مُراقبَة مُعظَم الوَقتْ ، حتّى أنّي بـِـتّ أنتَظِرُ الفُرَص السانِحَة ليُبادِلنِي أيّ حَديث حتى لو قال: كيفَ أنتِ اليَوم؟ سَتكُونُ مُبادَرَةً جمِيلةً مِنه ..

..

16 December, 2006

الانتظــــَـار .. 1



(1) ..

و أيُّ عِبءٍ يَصنَعهُ ، بينَ غريبٍ راحِل و غريب ٍ آتْ .. و بينِي!
ها أنا بَعْد انتظارِ مايَقرُبُ عَام أجدني لا أطيقُ الانتظار ، فأعيدُ النّظر في كِتاباتِي و أقرَأُ ما كُتِبَ لِي من شَحائِحِ النـّفس بصِيغَة رسَائِل , ثمّ أجرُءُ على مُعاودةِ الكَرّة للمرة الثالثة مُنذ هجرَانِك , لتكُون في قرارةِ نفسي الكرّة الأخيرة التي سأمضي ولابد بعدَها .. لأنّك باختصار لن تـُـعيرَها أدنى اهتمام ، كما كُنتَ تفعل عندما كُنّا مُتقاربَين .. فلِماذا سَتفعَل الآن؟
هذا ما أُفكّرُ به قبل أن أكتُب تلك الرسالة .. و لأنّي لا أريد أن أشعُر بأي شعُور آخر مُجانِب لمُحيطِ اليأس الذي يُغرِقُنِي أُحاولُ التفكير برُوي و تَعقّل ، و لأنّي لا أريدُ خَوضَ تفاصيل أكثر في ما مضى لا أريدُ أن أذكُر أنّ بانتهاء الأسبوعين القادمين سأُتِمّ عـــَام فُراقِك و سأضَعُ حدًا لكُلّ هذا الألم الذي لا يبارحني مُطلقًا. لذلكَ لابُدّ أن أُرسِلَ الرسالة .. لأثبتَ لِنفسِي لا أكثر أنّ هُناكَ وَغدًا أحببتهُ في أيّامِي و أنّهُ يَستحِق انقضاء ذِكراه إلى الأبدِ بانتهاء الأسبوعين القادمَين ..
كتبتُ : أعلَم ..ستقُولُ رُبّما مُتهكّمًا كعادتك .. أما زِلتِ تذكرين؟ لكنّي لَم أنسى , و واصلت كأنّي أُكمِلُ حديثًا قديمًا : فما رأيُك لو بِتنا أصدقاء ، إخوة .. أيًا يَكُن .. لأني لا أقوى على خروجِكَ من حياتي ..
و أنا بِصِدق أريدُ و لا أريد و قد عنيتُ ما قُلت حقــًا .. و أيّ ذُلٍ هذا الذي أصنعُه !
حتى أنّي اختمتُ الرسالة بقولي : قبل أن تُغلِق الرسالة أطلُبُ إليكَ أن تُعيدَ النّظر بِصدقٍ فيمَا قُلته ..

و أرسلتُ الرسالة مُتأملة أن يعُود .. ذلك الوَغد , الذي رَحلَ حتّى دون أنْ يُودّعني!
لا أدري حتى سِرّ تعلّقي به ، رُغم مُعاملته و ما فَعَل .. إلا أنّي أُبقِي على لحظاتٍ سعيدة التقطتـُهَا بِحَضرَتِه و به .

انقضى الأسبوع الأول و أنا أنتَظِر ، على الأرجَح أنّهُ غَيّر عناوينه حتى لا تصلُهُ رسائلِي .. هكذا أفضلُ من أن تنتابني نوبَةُ جنونٍ عارِم بِرَدٍ باردٍ سخيف أو جَارِح .. لستُ أدرِي .
و لكن يا وَيح قلبي .. في اليومِ الثامن جاء الرّد ! ألَم أمُت في قلبِك لماذا تعُود؟ لِماذا تَرُدّ ؟ و أنا التي رَجوتـُكَ مُذ أحسستُ رحِيلِك ، أن لا سبب يدفعك لذلك و لكنك لم تـُبالِ فلماذا الآن ؟
...

14 December, 2006

وَمــضَة



يلوذ بالفرار في كل مرة هذا ما تعلمته من الحب , يعطينا علاماته
فليس علينا أن نلتقي , أو ننتمي لمكان واضح , أو نترك آثار عذابنا
في وجهنا في صمتنا في حلمنا , ليس علينا أن نحتمي من جرحنا
من عقلنا , من كوننا ليس علينا ذلك , لأننا ببساطة لا نملك منه شيئاً
فعلى أرواحنا أن تلتقي بداية و توصلنا لما نحن عليه الآن , ثم تتركنا
تعلقنا , تنسانا و تعذبنا , ثم تذكرنا فجأة و تمطرنا بدمائها , فنخاف
و نستكين بيقظتنا بعيداً عن الراحة , محاطين بالحب من كل جانب
وتمضي السنين يابسة , ثم تعود الروح على حالها بجراحها و دوائها
بولائها و ضيائها لتخبر عن لقاء آخر يضني ما أجهدته السنين
فعلى الأيام أن تمضي , و على الجراح أن تسكن ,,،
على الحب أن يبقى.

ابتِـــــداءً





الحياة لا تُساوِي شَيئًا ، ولا شَيءَ يُساوِي الحَياة !