27 December, 2006

خاطِرة




دائمًا ما يُقال .. أصْعبُ ما يُكتب ( المشاعِرُ الخاصّة ) ، و لستُ أكتُبُها لأبرهِنُ علىَ قُوةِ عضَلاتي ، بل لأنّها تجولُ في رأسي و أنا أُدوّنـُها تحسبًا لأي طارىءٍ يطالُ الذاكِرة.

هذا ما قلتُه حين كتبتكُ في أولِ قصيدةٍ مسّتني ، حين كُنّا..و هو ما أقوله الآن بعدَ رحيلِك ، بعدَ أن صِرْنا كأنـّا لمْ نكُن. حتـّى أنّ الكتابة لم تعُد ترُقنِي ، فَقد احْتارَت ذاكرَتي مِن بّعدِ اختـِـيال و هَجَرتنِي الكلِماتُ لِهِجرَانِك، و لم تـُغرِقنِي الأحزَان .. بلْ قذفتنِي لجزيرَةٍ نائيَة لا ثانيَ لِي فيها سِوى ما ترَاءَى لي من ظلّك .
..

لا أريدُ أن أبقَى على هذهِ الحال لأنّ لا أحدَ كذلِك ، لكن يبدُو أنّي أستغرِقُ وقتًا أطوَل فِي إبعَاد هَذهِ الأيامْ و في استقطَابِ أيَامٍ أكثرُ سعَادةً كـَأيـّامِكْ .. أو ما يُقارِبُها.
..
الضّجر ، كُلّ الأشياء امتثلتْ بِهِ و لــَه .. لا أدري حتّى ما فائِدةُ الحديث مَع النّفس دُونَ أن يَشعُر بِهَا أحَد ، دُونَ أن تَشعُر أنتَ بِهَا و دُونَ أن تـُـشعِرُكَ بــِفقدِي ! أذكُرُ إحدَى المرّات التّي مَسّتني عندما أخبرتني أنّكَ تُنادِي باسمِي في الأرجاء يآآآآآآآآآآآآآه ، جعَلتنِي أستشعِرُ قصِيدةً تغَنّيتُ بِهَا و بِك ، حتّى أنّي اغترّرتُ بنفسِي أكثر و أكثر .. أينــَكَ عن هذا و أينَهُ عَنكْ ؟
لماذا لا أنسَى و ينتهي هذا الدّوار؟ لماذا لا أنفكّ أذكرُك و أيامُكَ و مواقفُك و حَديثك و ضحكاتك و رُوحُك لماذا؟ لماذا لا تجفّ دموعِي و يَهدَأ قلبِي ؟ لماذا اعتراني الحُزن و انفضّت الصَداقات مِن حَولي لماذا؟ لمَاذا لا أراني سوى أسألُ لِماذا ولا إجابة ؟ لماذا لا تعُدْ وَ تــَــقــَرّ عينِي بِكَ ؟
لماذا رَحَلتْ؟

No comments: