17 December, 2006

الانتظــــَار .. 2


(2) ...

في الطّرَف الآخر مِن حياتِي كانت كُل الأمور الرّائعة تحدُث مَعِي استثنائيًا ، أملِكُ وَظيفةً رائِعة ، زُملاء رَائِعُون، حَياة هادئــَة انتظرتُها مُنذُ زَمَنْ ، و لا يَنقُصُهَا سِوى ذاكَ الجوّ الذكورِي الذي يُضفِي نوعًا مِن التغيير الظرِيف ،
ومِنْ فَرْطِ يَأسـِي لمْ أتنبــِّه يومًا أنّهُ حَولِي و أمامِي مُعظم الوَقتْ ..
كَان يَستَرقُ النّظر مِن حِينٍ إلى حِين ، و مِنَ التلقائِي جدًا أن تنظُر نحْوَ شَخصٍ يَنظُرُ إليكَ بِشــِدّة دُونَ أدنَى تحَكّمٌ مِنك .. فبمُجَرّد أن أُحرّكَ ناظرَيّ تِجاههُ أراهُ يُحوّل ناظِرَيهِ إلى أقرَبِ شيءٍ تَقَعُ عينَيه عليه، حتّى لو كانَ الجِدار! إلى أن باغَتنِي مرّةً كالبَرق .. فمَا أن نظَرتُ إليه حتى التَقطتُ تِلكَ النظرَة التِي أشعَرَتـْنا بالخَجَل ، لَمْ أُعِ تمامًا.. فنظرتُ بَعدَ ثانيَتين لأجــِد نَفس النظرَة الأولى ..
مِنْ هُنا .. اختلفَت المَوازِين ، صِرتُ أرقُبُ تحَرّكاتِي و هَمسَاتِي طالَما أنّي مُراقبَة مُعظَم الوَقتْ ، حتّى أنّي بـِـتّ أنتَظِرُ الفُرَص السانِحَة ليُبادِلنِي أيّ حَديث حتى لو قال: كيفَ أنتِ اليَوم؟ سَتكُونُ مُبادَرَةً جمِيلةً مِنه ..

..

No comments: