16 December, 2006

الانتظــــَـار .. 1



(1) ..

و أيُّ عِبءٍ يَصنَعهُ ، بينَ غريبٍ راحِل و غريب ٍ آتْ .. و بينِي!
ها أنا بَعْد انتظارِ مايَقرُبُ عَام أجدني لا أطيقُ الانتظار ، فأعيدُ النّظر في كِتاباتِي و أقرَأُ ما كُتِبَ لِي من شَحائِحِ النـّفس بصِيغَة رسَائِل , ثمّ أجرُءُ على مُعاودةِ الكَرّة للمرة الثالثة مُنذ هجرَانِك , لتكُون في قرارةِ نفسي الكرّة الأخيرة التي سأمضي ولابد بعدَها .. لأنّك باختصار لن تـُـعيرَها أدنى اهتمام ، كما كُنتَ تفعل عندما كُنّا مُتقاربَين .. فلِماذا سَتفعَل الآن؟
هذا ما أُفكّرُ به قبل أن أكتُب تلك الرسالة .. و لأنّي لا أريد أن أشعُر بأي شعُور آخر مُجانِب لمُحيطِ اليأس الذي يُغرِقُنِي أُحاولُ التفكير برُوي و تَعقّل ، و لأنّي لا أريدُ خَوضَ تفاصيل أكثر في ما مضى لا أريدُ أن أذكُر أنّ بانتهاء الأسبوعين القادمين سأُتِمّ عـــَام فُراقِك و سأضَعُ حدًا لكُلّ هذا الألم الذي لا يبارحني مُطلقًا. لذلكَ لابُدّ أن أُرسِلَ الرسالة .. لأثبتَ لِنفسِي لا أكثر أنّ هُناكَ وَغدًا أحببتهُ في أيّامِي و أنّهُ يَستحِق انقضاء ذِكراه إلى الأبدِ بانتهاء الأسبوعين القادمَين ..
كتبتُ : أعلَم ..ستقُولُ رُبّما مُتهكّمًا كعادتك .. أما زِلتِ تذكرين؟ لكنّي لَم أنسى , و واصلت كأنّي أُكمِلُ حديثًا قديمًا : فما رأيُك لو بِتنا أصدقاء ، إخوة .. أيًا يَكُن .. لأني لا أقوى على خروجِكَ من حياتي ..
و أنا بِصِدق أريدُ و لا أريد و قد عنيتُ ما قُلت حقــًا .. و أيّ ذُلٍ هذا الذي أصنعُه !
حتى أنّي اختمتُ الرسالة بقولي : قبل أن تُغلِق الرسالة أطلُبُ إليكَ أن تُعيدَ النّظر بِصدقٍ فيمَا قُلته ..

و أرسلتُ الرسالة مُتأملة أن يعُود .. ذلك الوَغد , الذي رَحلَ حتّى دون أنْ يُودّعني!
لا أدري حتى سِرّ تعلّقي به ، رُغم مُعاملته و ما فَعَل .. إلا أنّي أُبقِي على لحظاتٍ سعيدة التقطتـُهَا بِحَضرَتِه و به .

انقضى الأسبوع الأول و أنا أنتَظِر ، على الأرجَح أنّهُ غَيّر عناوينه حتى لا تصلُهُ رسائلِي .. هكذا أفضلُ من أن تنتابني نوبَةُ جنونٍ عارِم بِرَدٍ باردٍ سخيف أو جَارِح .. لستُ أدرِي .
و لكن يا وَيح قلبي .. في اليومِ الثامن جاء الرّد ! ألَم أمُت في قلبِك لماذا تعُود؟ لِماذا تَرُدّ ؟ و أنا التي رَجوتـُكَ مُذ أحسستُ رحِيلِك ، أن لا سبب يدفعك لذلك و لكنك لم تـُبالِ فلماذا الآن ؟
...

No comments: