19 December, 2006

الانتظــــَـار .. 3


(3) ..

انقَضَتْ تَلكَ السّنة الكَئيبة دُونَ أن يَلتَفِت لِي مَرّة ً و هَا هُوَ يَعُود الآن لِيقُول : لَمْ أنسَاكِ لَيلةً حتّى لو لَم نترَاسَل؟
و أيّ حُمقٍ هذا الــّذي يَجعَلُنِي فِيه! و أنا كَمَا تَشائِين .. أخْ ، صَدِيقْ .. أيًا يَكُن ما تُريدي !
الآن فَقَط أصبَحتَ تَحْتَ الأمر و الطاعة ؟ حسنًا لَكَ مَا تُرِيد ، و ها نَحنُ نتراسَل في شَهرين بثلاث رسَائل _أخويَة_ و لكن لا جَدوَى ، أُجهِدُ نفسِي بِخَتمِ الرّسالة بسُؤال يَجعلهُ مُجبرًا _ بِحُكم الصَداقة و الأخوّة _ على الرّد برسالةٍ أخرى حتى لو بَعد خمسَةِ أيام ، أو سَبعة .. حَسبَ مَا يَسْمَح مِزاجُ سُمــُــوّه ، حتّى ضاقَ ذرعًا بهذه اللُعبة السّخيفة من بِدايَتهـَا .. فَقَطــعَ أخبَارَه ، و أنا التي ما زِلتُ أشعُرُ بالحنين لأيّامِه أتأمّل في كُل يَوم أن يَكونَ أفضَل مَعِي ، لا أريدُهُ أن يَعُود مُتيمًا بي لأنّه لو كان كذلك لما رَحَلَ أصلاً .. و لكني أرتاحُ لوجودِه في حيَاتي حتى لو محورًا ثانويًا ، المُهم أن يَكون ..
على الصّعيدِ الآخر انتهَت ذاتُ الشَهرَين ولا نَملِكُ سِوَى النّظر و التأمّل و بَعضُ المُبادراتِ و الكثير مِنَ المَلَل، لا يُمكِن أن تكُون حتى عِلاقـَة جــَادّة _إن جعلنَاها عِلاقَة _ بل هِيَ لَحظات صَامتة جيّدة بمَا يَكفِي لإبعادِي عَن جلَبَة الحَياة ، حيَاتي. و كأنّي لمْ أتعلّم مِن الحماقةِ الأولى!

كلّ ذلك و أنا أُدرِك تمامًا أنّ الأوّل لن يعُود و الثاني لنْ يأتِي أصلاً ، و أنا أقفُ على عتبة الانتظار بَينَ حيَاتَين و رَجُلَين و قَلبَين ، لا أدرِي ما يَصنَع الأوّل ولا ما سَيُقدِم عَلَيهِ الثاني ، ولا أملِكُ سنَةً أخرَى أنتَظِرُ فيهَا حَنينَ الأوّل أو جُرأةَ الثانِي ، ولَنْ أُقدِم بِدَورِي عَلى حمَاقةٍ كتِلك، و لماذا أفعَل؟حتى أنّ قلبِي لَن يَكُونَ سِوى دائِي لِذا .. لنْ أجعَل الانتظار يُضجِرنِي أكثر و سأُباغِتـُه بالإنسِحَاب ، و سأذكّر نفسِي بَعد سنةٍ مِن الآن: عندمَا ترِي الحُب يُلوّح مِن بَعِيد احزِمي حقائبَكِ و ارحَلِي ..

No comments: