لمْ أعُد أفهَمُ ما مَعنى الحَياة
في السّنون الماضية أغرقتنِي في هوَاك
يَومَ كُنا في الحَديثِ مُغيّبان ثُمّ ضِعنَا
ثُمّ عُدنا نَرقُبُ القَلبَ الجَرِيحَ
لعلّ يومًا ناصِعًا حلّ و هلْ..
لعلّ يومًا ناصِعًا حلّ و هلْ..
ثُمّ تُهنا في الحُضورِ و في الغياب
ْو التَقَينا حِينها خَلفَ الضّباب
لمْ نكُن نـُدرِكُ أنّ وَقتَ الحُبّ فاتْ
أنّ عُمرًا قادمًا ظلّ مربوطـًا بذاكْ
أنّ قلبًا ذائبًا غسَلَ الشّوقَ هُناكْ ,
في زمَانِ الفَوتِ ماتَ الأتقِياء
و ارتَقَى بَعضُ السّكُونُ لبعضِهِ
و اعتلَى الصّمتُ أحادِيثَ المَكانْ
..
فِي مكَانٍ ما
أشاحَت بِي تخارِيفُ الصّوَر
قرَبتنا ، أبعدتنا
ترَكَت بَعض التفاصيل التي قد أخجلتنا
مِن هُناك .. غيّرتنا؛
لمْ نعُد نَسمَعُ ما بالقَلبِ أو نُوليهِ ذِكرَى
..لمْ يَعُد للحُبِ لَيلٌ واعِدٌأو أهازِيجَ و سِحرَا
لمْ نَعُد نرثـي الغِيابَ أو النوَى فالكُلّ ثـكلَى
..
فِي جُنونِ الليلِ تَحتَضرُ القُبَل ،
يَدفنُ التارِيخُ بَعض رُفاتِهِ
يَجعَلُ الذكرى تفاصِيلَ أقلْ
يَخنُقُ الدّمعَ المُكابِرِ بالسّهَر
يَقتُلُ القَلبَ و يجتاحُ النّظر
في ظلامٍ دَامَ في شتّى الصّور ..
يَرسُمُ الوَجهَ المُغالِي بالكِبَر بَعضُ أوجاعٍ تَمــُر ،
ثمّ تمضِي فيِ سماءِ اللّيلِ يَجلُوها القَمَــرْ
..
تحتَضِنّي في غِيابِكْ
لمْ تعُد تُفلِتُ جُرحًا أو فرَحْ
هذهِ الأوجاعِ باتَتْ مقتَلِي _رُغمَ الوَجَع _
و أنُوثتِي ..
لا تَمتَحِن قلبِي بصَبرِكَ مُلهِمِي
شرّدتَنِي ، غرّبتنِي ،بعثَرتَ بعضِي سيّدي
عُد مَوطِنــي
..
عــُد مـَوطــِنِي
قلبـِي يــُغالــِي في الوَجــَع
أهدَيــَتــَهُ قلبـًـا تحجـّـرَ في النوَى ،
و مُــســَكـّـِنــًا للجـُرحِ يومـًا ما نفــَعْ.
لا لمْ يــَعُد قلبـًا يـُداوِي عـِلـّـتــِي
فاضــَت دمـُوعِي دُنيـَتــِي؛
بردٌ تعاضد حولــَهُ
خوفٌ يــُراقِــبُ فــَورَهُ
دمعٌ هـُنا ، وَهـَنٌ هــُنـا
لا شيءَ في عتمِ الجواءِ يــُغــَيــّرُ
..!